كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
11 - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا:} فهذا فصل آخر في ذمّ المنافقين وتوهين (¬1)، ووعظ المؤمنين (¬2).
14 - {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ:} أي: إذا قاتل بعضهم بعضا كان بأسهم بينهم شديد. (¬3)
{وَقُلُوبُهُمْ شَتّى:} تأنيث شتّ، وإنما كانت قلوبهم شتّى لكونهم على أديان مختلفة. (¬4)
15 - و {الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ:} كفّار بدر. (¬5)
{قَرِيباً} (¬6): أي: من مكان قريب وزمان قريب (¬7). وقيل: فيه تقديم وتأخير تقديره:
ذاقوا وبال أمرهم قريبا. (¬8)
16 - والظّاهر من قول الشّيطان: {لِلْإِنْسانِ اُكْفُرْ} كقوله: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ} [الأنفال:48].
عن عبيد بن رفاعة، يرفعه: أنّ امرأة ابتليت فألقى الشّيطان (¬9) بحنقها إلى أهلها أنّ شفاءها أن تأتوها إلى فلان الرّاهب، قال: فذهبوا بها إليه، فكلّموه أن يضعوها عنده في صومعته، فكره ذلك، فلم يزالوا به حتى فعل بمكثه (¬10) ما شاء الله عنده، ثمّ إنّ الشّيطان أوقعها في نفسه فوقع بها، فحملت، فلمّا حملت أتاه الشّيطان فقال: تفتضح الآن، اعمد إليها فاقتلها وادفنها، فإذا أتاك أهلها فسألوك، فقل: ماتت، فدفنتها، ففعل، فجاءها أهلها فأخبرهم أنّها ماتت فدفنتها، فصدّقوه، وانصرفوا، فأتاهم الشّيطان، فأوقع في أنفسهم أنّه قتلها، فأتوه ليقتلوه، فسبق إليه الشّيطان فقال: إنّ أهلها يأتوك ليقتلوك، وقد علمت أنّي صاحب هذا أوله وآخره، فأطعني أنحك منهم، اسجد لي سجدتين تنج منهم، ففعل، ففيه نزلت: {كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اُكْفُرْ} (¬11). (¬12)
¬_________
(¬1) هكذا في الأصول المخطوطة، ولعلها: وتوهينهم.
(¬2) ك وع وأ: ووعظا لمؤمنين.
(¬3) ينظر: تأويل مشكك القرآن 386.
(¬4) ينظر: عمدة الحفاظ 2/ 288.
(¬5) معاني القرآن وإعرابه 5/ 148، وتفسير السمرقندي 3/ 408، والكشاف 4/ 507.
(¬6) بياض في أ.
(¬7) (وزمان قريب)، ساقط من أ.
(¬8) ينظر: التبيان في إعراب القرآن 2/ 406، والمحرر الوجيز 14/ 387.
(¬9) أ: الشيطا.
(¬10) هكذا في الأصول المخطوطة، وأظنها: بمكثها.
(¬11) ك زيادة: فَلَمّا كَفَرَ.
(¬12) ينظر: تفسير الصنعاني 3/ 285، وتفسير السمرقندي 3/ 408، وتفسير السمعاني 5/ 406.