كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
سورة الممتحنة
مدنيّة. (¬1)
وهي ثلاث عشرة آية بلا خلاف. (¬2)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
1 - عن عليّ بن أبي طالب قال: بعثنا (¬3) رسول الله عليه السّلام أنا والزّبير والمقداد، قال:
«انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإنّ بها ظعينة معها كتاب، فخذوا منها»، فانطلقنا يتعادى بنا خيلنا حتى أتينا [الرّوضة، فإذا نحن بالظعينة] (¬4)، فقلنا: لتخرجنّ (¬5) الكتاب أو لنلقينّ الثياب، فأخرجت من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [فإذا فيه] (¬6) من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا حاطب، ما هذا؟» فقال: يا رسول الله، لا تعجل عليّ، إنّي كنت أمرأ (¬7) ملصقا من قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون قراباتهم وأهليهم، ولم تكن لي قرابة أحمي بها أهلي، فأحببت [إذ فاتني] (¬8) ذلك من النّسب أن أتّخذ منهم يدا يحمون بها قرابتي وأهلي، ما فعلت ذلك كفرا، ولا ارتدادا عن ديني، ولا رضى بالكفر بعد الإسلام، فقال النّبيّ عليه السّلام: «إنّه قد صدق»، فقال عمر رضي الله عنه: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النّبيّ عليه السّلام: «إنّه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر، لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم»، فأنزل الله تعالى (¬9): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ.} (¬10)
{بِالْمَوَدَّةِ:} صفة للاسم المنكور، (¬11) كقولك: لا تتخذوا (¬12) صديقا يفشي إليك
¬_________
(¬1) زاد المسير 8/ 34، والدر المنثور 8/ 84 عن ابن عباس وابن الزبير.
(¬2) التلخيص في القراءات الثمان 434، ومجمع البيان 9/ 343، وجمال القراء 2/ 549.
(¬3) أ: بينا.
(¬4) زيادة من كتب التخريج.
(¬5) الأصول المخطوطة: لتخرجين، والتصويب من كتب التخريج.
(¬6) زيادة من كتب التخريج.
(¬7) الأصول المخطوطة: أمر، والتصويب من كتب التخريج.
(¬8) زيادة من كتب التخريج.
(¬9) (فأنزل الله تعالى)، ساقط من ع.
(¬10) أخرجه البخاري في الصحيح (3007)، وأبو داود في السنن (2650)، والترمذي في السنن (3305).
(¬11) ينظر: مشكل إعراب القرآن الكريم 677، والكشاف 4/ 511، والدر المصون 6/ 301، وقالوا: إنها صفة ل أَوْلِياءَ.
(¬12) الأصل: لا تتخذو.