كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} والخطاب لجماعة سوى ذاكر (¬1) الله يسعون إليه، وأقل الجمع الصحيح ثلاثة. (¬2)
{نُودِيَ:} أدّن بعد زوال الشمس يوم الجمعة. (¬3) والجمعة العروبة بين الخميس والسبت، سميت جمعة؛ لاجتماع الناس فيه. (¬4)
(السعي): المضيّ دون العدو، (¬5) كقوله: {وَأَمّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى} [عبس:8].
و {ذِكْرِ اللهِ:} الخطبة. (¬6)
وظاهر الآية يدل على جواز الاقتصار على تسبيحة. (¬7)
{وَذَرُوا الْبَيْعَ:} اتركوا التبايع في الأسواق حالة النداء لتدركوا الخطبة والصلاة. والبيع منهيّ عنه ساعتئذ (¬8)، وجائز؛ لأن النهي لمعنى في غيره. (¬9)

10 - {فَانْتَشِرُوا} {وَاِبْتَغُوا:} أمر إباحة. (¬10)
{مِنْ فَضْلِ اللهِ:} التجارة. (¬11)
وعن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله عليه السّلام يخطب قائما، ثم يقعد، ثم يقوم. (¬12)
¬_________
(¬1) أ: ذكر.
(¬2) وهو قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، ينظر: المبسوط للسرخسي 2/ 24، والهداية شرح البداية 1/ 83، وتبيين الحقائق 1/ 221.
(¬3) ينظر: أحكام القرآن للجصاص 5/ 336، والبحر الرائق 2/ 168.
(¬4) ينظر: زاد المسير 8/ 53، وتفسير البغوي 8/ 116، وتفسير الخازن 4/ 290 - 291.
(¬5) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 5/ 171، وزاد المسير 8/ 54، وهذا المعنى (المضي) مأخوذ من قراءة ابن مسعود رضي الله عنه لهذه الآية، وهي «فامضوا إلى ذكر».
(¬6) ينظر: زاد المسير 8/ 54، وتفسير البغوي 8/ 117 عن سعيد بن المسيب، والتفسير الكبير 10/ 542، وتفسير الجواهر الحسان 3/ 334.
(¬7) والاقتصار على التسبيحة عند الأحناف ركن، ولكن يكره ذلك تنزيها، ينظر: تبيين الحقائق 1/ 220، وحاشية ابن عابدين 2/ 148.
(¬8) بياض في ع.
(¬9) ينظر: حاشية ابن عابدين 2/ 161.
(¬10) ينظر: معاني القرآن للفراء 3/ 157، ومعاني القرآن وإعرابه 5/ 172، والمحرر الوجيز 14/ 448 وقال ابن عطية: «أجمع الناس على أن مقتضى الأمر الإباحة».
(¬11) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 5/ 172، والوسيط 4/ 300، وتفسير البغوي 8/ 123.
(¬12) أخرجه أبو داود في السنن (1095)، والنسائي في الصغرى 3/ 110، وابن خزيمة في صحيحه (1447).

الصفحة 638