كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
سورة التغابن
مدنيّة. (¬1) وعن ابن عبّاس مكيّة إلا ثلاث آيات من قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ} [التغابن:14]، نزلن في عوف بن مالك. (¬2)
وهي ثماني عشرة آية بلا خلاف. (¬3)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
9 - {ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ:} أي: يوم ظهور التّغابن، وإنّما كان التّغابن في يوم القيامة بترك مزاحمة المصلحين المفسدين في شهواتهم في الدّنيا، واغتنامهم العبادة الموجبة للدّرجات الجنّويّة مسلّمة لهم عند الله. وقيل: أراد بالتّغابن أخذ بعض الخصماء حسنات بعض من المظلمة. وأصل الغبن النّقص. (¬4) وعن الضّحّاك: أنّ التّغابن من أسماء القيامة. (¬5) وعن الضّحّاك قال: قال عبد الله: ما أحد بأكسب من أحد (¬6)، قسم الله المصيبة والأجل، وقسم المعيشة والعمل، والنّاس يجرون إلى منتهى. (¬7)
14 - وعن عكرمة، عن ابن عبّاس: أنّ رجلا سأله عن قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ} قال: هؤلاء رجال من أهل مكّة أرادوا أن يأتوا النّبيّ عليه السّلام، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا أتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأوا النّاس قد فقهوا في الدّين فهمّوا في (¬8) الذين [منعوهم] (¬9) أن يعاقبوهم، فأنزل الله الآية. (¬10)
¬_________
(¬1) تفسير السمعاني 5/ 448، وزاد المسير 8/ 63 وقال: قاله الجمهور، والدر المنثور 8/ 170 عن ابن عباس وابن الزبير.
(¬2) البيان في عد آي القرآن 248، وتفسير القرطبي 18/ 131، والدر المنثور 8/ 170.
(¬3) التبيان في عد آي القرآن 248، والتلخيص في القراءات الثمان 438، وفنون الأفنان 314، وجمال القراء 2/ 549.
(¬4) الغريبين 4/ 1359، وعمدة الحفاظ 3/ 183.
(¬5) ينظر: تفسير الطبري 12/ 115، والدر المنثور 8/ 172 عن ابن عباس.
(¬6) (بأكسب من أحد)، ساقط من أ.
(¬7) أخرجه الإسماعيلي في معجم الشيوخ 2/ 622، وأبو نعيم في الحلية 6/ 116 مرفوعا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وضعفه في كشف الخفاء 1/ 279.
(¬8) ساقطة من ك.
(¬9) زيادة يقتضيها السياق.
(¬10) أخرجه الترمذي في السنن (3317)، والحاكم في المستدرك 2/ 532، والطبراني في الكبير (11720).