كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
تعجلي حتى تستأمري أبويك، ثمّ قرأ: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ} [الأحزاب:28]، على ما سبق. (¬1)
{صَغَتْ قُلُوبُكُما} (¬2): مالت قلوبكما عن الحقّ، (¬3) وجزاؤه مضمر، (¬4) تقديره: إن تتوبا إلى الله توبا أو فأسرعا.
{وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ:} أبو بكر وعمر وعليّ، (¬5) فتقديره: ومن صلح من المؤمنين.
{ظَهِيرٌ:} كالقعيد.
5 - وعن عمر بن الخطّاب: وافقت الله في ثلاث، ووافقني (¬6) في ثلاث (¬7)، قلت: يا رسول الله، لو اتّخذت من مقام إبراهيم مصلّى، فأنزل الله: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة:125]، فقلت: يا رسول الله، إنّه يدخل عليك البرّ والفاجر، فلو أمرت أمّهات المؤمنين، فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني بعض معاتبة النّبيّ عليه السّلام نساءه، فاستقريت أمّهات المؤمنين، فدخلت عليهنّ، فجعلت أستقريهنّ واحدة واحدة، فقلت: لئن (¬8) انتهيتنّ أو ليبدلنّ الله رسوله أزواجا خيرا منكنّ حتى انتهيت إلى زينب، أو بعض أزواجه، فقالت: يا عمر، أما في رسول الله ما يعظ (¬9) أزواجه حتى تعظهنّ أنت، فأنزل الله: {عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ.} (¬10)
{سائِحاتٍ:} مهاجرات (¬11) إلى الله ورسوله. وقيل: صائمات. (¬12) وقيل: حاجّات ومعتمرات. وقيل: سائحات بقلوبهنّ في ملكوت الله تعالى.
¬_________
(¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 33، والبخاري في الصحيح (2468)، ومسلم في الصحيح (1479).
(¬2) ك: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما.
(¬3) الغريبين 4/ 1080، وتفسير البغوي 8/ 165، وتفسير الخازن 4/ 313.
(¬4) الدر المصون 6/ 335، واللباب في علوم الكتاب 19/ 197.
(¬5) ينظر: تفسير السمرقندي 3/ 446، والكشاف 4/ 571، وذكرا معهم عثمان رضي الله عنهم جميعا.
(¬6) في مسند أحمد 1/ 299 (الرسالة): أو وافقني، وقال المحقق: «في (ق) ووافقني، وهو خطأ».
(¬7) (ووافقني في ثلاث)، ساقط من أ.
(¬8) أ: أي.
(¬9) ك: يعطي.
(¬10) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة 1/ 315، والبخاري في الصحيح (402)، وابن حبان في صحيحه (6896).
(¬11) أ: مفاخرات. وما أثبت الصواب، ينظر: الطبري 12/ 156، وزاد المسير 8/ 82، وتفسير البغوي 8/ 168 عن زيد بن أسلم.
(¬12) تفسير الطبري 12/ 156، وزاد المسير 8/ 82، وتفسير القرطبي 18/ 193 عن ابن عباس والجمهور.