كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)

سورة نوح (عليه السّلام) (¬1)
مكيّة. (¬2)
وهي ثلاثون آية عند أهل الحجاز. (¬3)
بسم الله الرّحمن الرّحيم

7 - {جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاِسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ:} لتبرّمهم بنوح عليه السّلام، واستخفافهم به، فدعاهم جهارا، ثمّ أعلن لهم الوعد والوعيد، وأسرّهم إسرارا، فلم ينجح فيهم كلامه.

13 - {ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً:} لا تخشون لله عظمة، (¬4) ما لكم لا ترجون لوعد الله موقّرين إيّاه.

14 - {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً:} أي (¬5): خلقكم من تراب من نطفة، ثمّ من علقة، ثمّ من مضغة (¬6) مخلّقة وغير مخلّقة. (¬7) وقيل: خلق أرواحهم جنودا مجنّدة أوّل مرّة، وإخراجهم من صلب آدم عليه السّلام كأمثال الذّرّ للميثاق ثانيا، وتوليدهم من آبائهم وأمّهاتهم أطفالا للقدرة والاختيار ثالثا. وقيل: أراد تنميتهم والزّيادة في أجزائهم كلّ يوم. وقيل: أراد تصرّفهم من حال إلى حال. والطّور: المرّة (¬8).

23 - {وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً:} زيّن الشّيطان لعمرو بن لحيّ حتى اتّخذ أصناما على هذه الأسماء، وفرّقها في قبائل العرب، وزعم أنّه استخرجها من الأرض، وأنّها تلك الأصنام القديمة، فكانت ودّ لكلب بدومة الجندل، وسواع لهذيل برهاط، ويغوث لقبائل من اليمن بجرش، ويعوق لهمدان (¬9)، وفيه شيطان يكلّمهم إذا تحاكموا إليه،
¬_________
(¬1) ساقط من أ.
(¬2) زاد المسير 8/ 122، وتفسير القرطبي 18/ 298، والدر المنثور 8/ 269 عن ابن عباس.
(¬3) وعدد آيها عند أهل الشام والبصرة تسع وعشرون، وأهل الكوفة ثمان وعشرون. التلخيص في القراءات الثمان 446، ونون الأفنان 316، وجمال القراء 2/ 552.
(¬4) ينظر: معاني القرآن للفراء 3/ 188، وتفسير غريب القرآن 487، وتفسير القشيري 6/ 201.
(¬5) أ: التي.
(¬6) ع: علقة.
(¬7) ينظر: تفسير الماوردي 4/ 312، والكشاف 4/ 620.
(¬8) تفسير القرطبي 18/ 303.
(¬9) ع: الهمدان.

الصفحة 664