كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
واحدة من هذه العبادات حقيقة في موضعها (¬1) كالأخ.
5 - {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ:} على اجتناب أعيان النّجاسة بحكم الشّريعة، وعلى اجتناب الأصنام والآثام بحكم (¬2) الحقيقية.
6 - {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ:} لا تعط عطيّة وهي كثيرة في عينك معجبة إيّاك. (¬3) وقيل:
لا تعط عطيّة تبتغي عليها كثرة الجزاء. (¬4)
7 - وعن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} يقول: اصبر نفسك في طاعة ربّك.
8 - {فَإِذا نُقِرَ:} قال أحمد بن فارس: النّقران تصوب بلسانك حتى تلصقه بحنكك.
وقال: صاحب الدّيوان: نقر به إذا صفّر.
و {النّاقُورِ:} الصّور (¬5) ينفخ فيه الملك بأمر الله عزّ وجلّ.
وعن عون بن ذكوان: صلّى بنا زرارة بن أوفى صلاة الصّبح وقرأ: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1]، فلمّا بلغ {فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ} خرّ ميّتا. (¬6)
11 - وعن عكرمة قال: قال الوليد بن المغيرة لقريش: إنّي قد سمعت الشّعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا (¬7) مثل هذا القرآن، وإنّ له لقرعا، وإنّ عليه لطلاوة، فقال بعضهم: هو سحر، قال الوليد بن المغيرة: ولكنّي سأنظر، قال: فنظر وفكّر، ثمّ قال: هو سحر، فنزل القرآن: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} إلى قوله: {سِحْرٌ يُؤْثَرُ} [المدثر:24]. (¬8)
17 - وعن أبي سعيد في قوله: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} قال: هو صخر في جهنم، إذا وضع أحدهم عليها يده ذابت، وإذا رفعها (¬9) عادت اقتحامها {فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي}
¬_________
(¬1) أ: موضع.
(¬2) أ: بحكم الحكم.
(¬3) ينظر: الكشاف 4/ 648، وتفسير أبي السعود 9/ 55.
(¬4) ينظر: تفسير الصنعاني 3/ 328 عن قتادة وابن طاوس، وتفسير السمرقندي 3/ 492، وتفسير السمعاني 4/ 216.
(¬5) تفسير الطبري 12/ 304 عن ابن عباس وعكرمة وغيرهما، ومعاني القرآن وإعرابه 5/ 246، وتفسير البغوي 8/ 266.
(¬6) الزهد لابن حنبل 247، والمستدرك 2/ 550، وحلية الأولياء 2/ 258،
(¬7) (سمعت الشعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا)، ساقط من أ، وما بعدها: من مثل.
(¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 550 مطولا، عن عكرمة عن ابن عباس، ولباب النقول 223 - 224.
(¬9) ك وع وأ: وأدار معها. وما أثبت الصواب.