كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
سورة البلد
مكيّة. (¬1)
وهي عشرون آية بلا خلاف. (¬2)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
1 - {الْبَلَدِ:} مكّة. (¬3)
2 - وفائدة قوله: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} هي البشارة بأنّه سيدخلها حلالا غير محرم بإذن الله، وهي منزلة لم ينلها أحد من العالمين. (¬4) وقيل: معناه: وأنت نازل بهذا البلد، كقولك:
حي حلة بمكان كذا، أي: نازلة به. (¬5) وفائدته (¬6) هي الزّيادة في تشريف المخلوق به، وفي تعظيمه، كقولك لخليلك: تحتي هذه الدّار وأنت ساكنها لأفعلنّ كذا، أو بحرمة هذه التّربة وأنت واطئها لأفعلنّ كذا.
4 - {فِي كَبَدٍ:} مشقّة. (¬7) وعن ابن عبّاس {فِي كَبَدٍ} قال: منتصبا. (¬8) وعن عبد الله بن شدّاد: معتدلا. (¬9)
{الْإِنْسانَ:} المذكور في الفصل الأوّل كلدة بن أسيد، فكان يضع تحت قدميه الأديم العكاظيّ، ويضمن لمن نزعه من تحت قدميه مالا بطرا ورياء النّاس، ويزعم أنّه لا يقدر على ذلك أحد (¬10)، ويزعم أنّه ورث مالا كثيرا فأنفقه (¬11) في عداوة محمد عليه السّلام، كان يتصلّف بذلك، فكان يكذب فإنّه كان فقيرا قبل ذلك، ثمّ استفاد المال، فأنزل الله تعالى هؤلاء الآيات في
¬_________
(¬1) زاد المسير 8/ 265، وتفسير القرطبي 20/ 59، وتفسير الخازن 4/ 429، والدر المنثور 8/ 473 عن ابن عباس وابن الزبير.
(¬2) البيان في عد آي القرآن 274، وفنون الأفنان 322، وجمال القراء 2/ 556.
(¬3) معاني القرآن للزجاج 5/ 327، والمحرر الوجيز 15/ 454، والتفسير الكبير 11/ 164، وقال الرازي: أجمع المفسرون على ذلك.
(¬4) ينظر: الكشاف 4/ 757، وزاد المسير 8/ 265 عن الحسن وعطاء، وتفسير الخازن 4/ 429، واللباب في علوم الكتاب 20/ 340.
(¬5) ينظر: تفسير السمعاني 6/ 225، والتفسير الكبير 11/ 164.
(¬6) الأصول المخطوطة: وفائدة.
(¬7) تفسير السمرقندي 3/ 559، وتفسير الثعلبي 10/ 207 عن قتادة،
(¬8) تفسير الطبري 12/ 588، وتفسير السمرقندي 3/ 559، والدر المنثور 30/ 197.
(¬9) تفسير الطبري 12/ 558.
(¬10) (ويزعم أنه لا يقدر على ذلك أحد)، ساقطة من أ.
(¬11) الأصل وك وع: فأنفقته، وأ: فأنفقته. وما أثبت أليق بسياق الكلام. والله أعلم.