كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
{فَأَغْنى:} باطنه بالتّوفيق للتّفويض والرّضا بالقضاء، وأغنى ظاهره بأن حرّم عليه الصّدقة، وجعل يده العليا، ومدّه بمال خديجة وأبي بكر (¬1)، وخمس المغنم، فكان ينفق ولا يخاف من ذي العرش إقلالا، وهو يعيش في خاصّة نفسه عيشة الفقراء يجوع يوما وينفق يوما.
9 - {فَلا تَقْهَرْ:} تبخس حقّه، واستخدامه.
10 - {فَلا تَنْهَرْ:} تزجره. (¬2) عن عبد الرّحمن السّلمانيّ، عنه عليه السّلام: «إذا سأل السّائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ منها، ثمّ ردّوا عليه بوقار ولين، [أو] ببذل يسير أو بردّ جميل، فإنّه قد يأتيكم من ليس بإنس ولا جانّ ينظرون كيف صنيعكم فيما خوّلكم الله» (¬3).
11 - {وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ:} في معنى قوله: «إذا أنعم الله تعالى على عبده نعمة أحبّ أن يرى (¬4) أثرها عليه» (¬5). والحديث بالنّعمة: هو الشّكر. (¬6)
¬_________
(¬1) ساقطة من أ.
(¬2) غريب القرآن للسجستاني 160، ومفردات ألفاظ القرآن 563، وتفسير البغوي 8/ 458، والكليات 977.
(¬3) تفسير الثعلبي 2/ 261 عن عبد الرحمن السليماني، وتفسير القرطبي 3/ 310 عن عمر بن الخطاب.
(¬4) أ: أيرى بدلا من أن يرى.
(¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 403.
(¬6) ينظر: غريب الحديث للخطابي 1/ 346، وتفسير الثعلبي 3/ 406 عن أهل اللغة، وتفسير البغوي 8/ 458.