كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الفكر (اسم الجزء: 2)
السّجستانيّ (¬1): إنّ قوما من المشركين كانوا قد قالوا فيما بينهم: أرأيتم لو أغلقنا أبوابنا، وأرخينا ستورنا، واستغشينا ثيابنا، وثنينا صدورنا على عداوة محمد عليه السّلام كيف يعلم بنا؟ فأنبأ الله عزّ وجلّ عمّا كتموه، وقال: {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ. . .} الآية (¬2).
7 - سئل ابن عبّاس رضي الله عنه عن قوله عز وجل: {وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ} على أيش (¬3) كان الماء؟ قال (¬4): على متن الريح. (¬5)
8 - {أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ:} مدة معلومة، (¬6) قال الله تعالى: {وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف:45].
10 - {لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ} أي: ليسندنّ الفعل إلى ما لا فعل له في الحقيقة، غير معترف بالله الذي صرف عنه السّيئات، وأبدله منها نعمة.
{لَفَرِحٌ فَخُورٌ:} لأشر بطر في حال الرّفاهية.
11 - {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا:} إن كان المراد بالإنسان: عبد الله بن أبي أمية المخزوميّ (¬9)، أو رجلا معينا (¬10) مثله، فالاستثناء (¬11) منقطع (¬12)، (¬13) وإن كان المراد به: الجنس، فالاستثناء
¬_________
(¬1) أبو بكر، محمد بن عزيز السجستاني العزيزي، صاحب كتاب «غريب القرآن»، وذكره بعضهم بزاي مكررة، وهو تصحيف، بقي إلى حدود 330 هـ. ينظر: الأنساب 8/ 445، وتكملة الإكمال 4/ 162، وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة 1/ 171.
(¬2) ينظر: معاني القرآن الكريم 3/ 330، والوسيط في تفسير القرآن المجيد 2/ 564، وأسباب النزول للواحدي 271.
(¬3) ك: أي شيء.
(¬4) ع: كان.
(¬5) ينظر: المصنف 5/ 90، وتفسير عبد الرزاق 1/ 264 (1184)، ومعاني القرآن للنحاس 3/ 332.
(¬6) ينظر: تفسير الطبري 7/ 8، والوسيط 2/ 565، وتفسير الماوردي 2/ 460، عن ابن عباس وقتادة وغيرهما.
(¬7) تفسير غريب القرآن 202.
(¬8) ع: إذا.
(¬9) اسمه حذيفة، وقيل: سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو المخزومي، صهر النبي صلّى الله عليه وسلّم. ينظر الإصابة 2/ 277، وتعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة 143.
(¬10) الأصول المخطوطة: رجل معين.
(¬11) الأصول المخطوطة: والاستثناء. وما أثبت أصح من حيث المعنى.
(¬12) الاستثناء المنقطع: هو ما كان المستثنى ليس من جنس المستثنى منه. ينظر: التبصرة والتذكرة 2/ 375، وشفاء العليل في إيضاح التسهيل 1/ 497، وجامع الدروس العربية 3/ 127.
(¬13) ينظر: الجواهر الحسان 2/ 118، وضعفه من جهة المعنى، لا من جهة اللفظ، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (تفسير ابن عطية) 7/ 248، ورده؛ لأن صفة الكفر لا تطلق على جميع الناس، كما تقتضي لفظة الإنسان، وإيجاز البيان في غريب إعراب القرآن 2/ 6، وإعراب القرآن للنحاس 2/ 71.