كتاب ديوان لبيد بن ربيعة العامري

إني أكاثر في الندى ... [الكامل]
وأنشد مفتخراً:
أقْوَى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرَامُ ... مِنْ أهْلِهِ، فَصُوَائقٌ فَخِزامُ (¬1)
فالواديانِ فكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ ... وعلى الميَاهِ مَحَاضِرٌ وَخِيامُ
عَهدي بها الإنسَ الجميعَ، وفيهمُ ... قَبْلَ التَّفَرُّقِ مَيْسِرٌ وَنِدَامُ
لا تُنْشَدُ الحُمْرُ الأوَالِفُ فِيهِمُ ... إذْ لا تُرَوِّحُ بالعَشيِّ بِهامُ (¬2)
إلاّ فلاءَ الخَيْلِ مِنها مُرْسَلٌ ... ومربَّطاتٌ بالفِنَاءِ صِيَامُ
وَجَوَارِنٌ بِيضٌ وكلُّ طِمِرَّة ٍ ... يَعْدُو عَلَيْها، القَرَّتينِ، غُلامُ (¬3)
ومُدَفَّع طَرَقَ النُّبُوحَ فلم يَجِدْ ... مأوى ولَم يكُ للمُضِيفِ سَوَامُ (¬4)
آويتُهُ حتى تَكَفّتَ حَامِداً ... وأهلَّ بَعْدَ جُماديينَ حَرامُ
وصَباً غَداةَ إقَامَةٍ وزَّعْتُها ... بِجِفَانِ شِيزَى فَوْقَهُنَّ سَنامُ (¬5)
وَمَقَامَةٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كَأنَّهُمْ ... جِنٌّ لدَى طَرَفِ الحَصِيرِ قِيَامُ (¬6)
دافَعْتُ خُطَّتَها وكُنْتُ وَلِيَّها ... إذ عَيَّ فَصْلَ جوابِهَا الحُكّامُ
ضَارَسْتُهُمْ حتى يَلِينَ شَرِيسُهُمْ ... عنِّي، وعِنْدِي للْجَمُوحِ لِجامُ (¬7)
¬__________
(¬1) أقوى: أي أقفر. واسط وبرام وصوائق وخزام: كلها مواضع.
(¬2) الأوالف: أي الأليف أو الأهلية.
(¬3) الجوران: الدروع الليّنة. الطمرة: هي الفرس المشرفة. القرّتين: الغداة والعشاء.
(¬4) النبوح: الحيّ. السوام: الماشية من إبل وغنم وغيرها.
(¬5) وزّعتها: أي فرّقتها وشتّتتها. شيزى: خشب أسود يُتّخذ منه الجفان.
(¬6) غلب الرقاب: أي أن رقابهم غليظة كالأسود. الحصير: الملك.
(¬7) ضارستهم: أي عاركتهم وخبرتهم وعرفتهم. الشريس: الشرس.

الصفحة 105