كتاب ديوان لبيد بن ربيعة العامري

ومُسْتخْبِرٍ عَنِّي يَوَدُّ لو أنَّنِي ... شَرِبْتُ بِسَمٍّ ريقَتِي فَقَضَاني (¬1)
وَذِي لُطُفٍ لو كانَ يَعْلَمُ أنَّهُ ... شفَائي دمٌ مِنْ جَوْفِهِ لَشَفَاني

وليسوا بالوفاء ولا المداني [الوافر]
أخصبت بلاد غطفان، غرعت بنو عامر جانباً منها، فأغار الربيع بن زياد العبسي على يزيد بن الصعق فلم يفلح، فغنم سروح بني جعفر والوحيد ابني كلاب وقال:
فإن أخطأت قومك يا يزيدا ... فأنعى جعفراً لك والوحيدا
فقال ليبد يردّ عليه:
لستُ بِغَافرٍ لِبَني بَغِيضٍ ... سَفَاهَتَهُمْ ولا خَطَلَ اللسانِ
سآخذُ من سَراتِهِمُ بِعِرْضِي ... وليسُوا بالوَفَاءِ ولا المُدَاني (¬2)
فإنَّ بَقِيَّةَ الأحسابِ مِنّا ... وَأصحابَ الحمالةِ والطِّعَانِ
جراثيمٌ مَنَعْنَ بَياضَ نَجْدٍ ... وأنْتَ تُعَدُّ في الزَّمَع الدَّوَاني (¬3)

تلك المكارمُ إن حفظتَ ... [مجزوء الكامل]
روي أن لبيداً لما حضرته الوفاة قال لابن أخيع -ولم يكن له ولد ذكر-: يا بني، إن أباك لم يمت ولكنه فني فإذا قبض أبوك فأقبله القبلة وسجّه بثوبه ولا تصرخن عليه
¬__________
(¬1) الريقة: الريق نفسه.
(¬2) السراة: الأشراف.
(¬3) الجراثيم: الأصول الراسخة. الزمع: جمع: زمعة، وهي الهنة الزائدة في قائمة الشاة.

الصفحة 136