كتاب ديوان لبيد بن ربيعة العامري

حرف الراء

راح القطين [البسيط]
وقال لبيد أيضاً يتغنّى بمناظر الحياة الصحراوية ويفتخر بمآثره، ويبدو أن القصيدة من نتاج عهد الكهولة، وهب لاحقة بقصائده (الجاهليات):
راحَ القَطينُ بهَجْرٍ بَعدَما ابتَكَرُوا ... فَما تُواصِلُهُ سَلْمَى ومَا تَذرُ (¬1)
مَنْأى الفَرُورِ فَما يأتي المُريدَ ومَا ... يَسْلُو الصُّدودَ إذا ما كانَ يَقتَدِرُ (¬2)
كأنَّ أظْعانَهُمْ في الصُّبْحِ غادِيَة ً ... طَلحُ السَّلائلِ وَسطَ الرَّوْضِ أوْ عُشَرُ (¬3)
أوْ بارِدُ الصَّيفِ مَسجورٌ، مَزَارِعُهُ ... سُودُ الذَّوائِبِ ممّا مَتّعَتْ هَجَرُ (¬4)
جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ بِهِ ... منَ الكوافِرِ مَكْمُومٌ ومُهْتَصِرُ (¬5)
¬__________
(¬1) القطين: أهل الدار. الهجر: منتصف النهار.
(¬2) الفرور: هي الدابة التي تفرّ من صاحبها. المريد: الرجل الذي يبحث عن دابته يريدها ويطلبها. يسلوا: أي يكفّ عن التباعد.
(¬3) الأظعان: النساء في الهوادج. الطلح: شجر عظام من شجر العضاه ترعاه الإبل. السلائل: اسم لموضع معروف، ودذا الروض. العُشَر: نبات ذو ثمر بحجم البطيخة ذو أوراق عريضة.
(¬4) مسجور: أي ممتلئ. الذوائب: جمع: ذائبة، وهي الغصن. متعت: رعت وسقت. هجر: منطقة في شبه الجزيرة العربية، تقع في شرقها ذات مياه كثيرة.
(¬5) الجعل: كل قصير من النخل. والعيدان: كل طويل منها. الكوافر: الطلع, المكموم: الذي ما يزال محجوباً في كمامته.

الصفحة 37