كتاب ديوان لبيد بن ربيعة العامري

وَلا أضِنُّ [بمَعروفِ] السَّنَامِ إذا ... كانَ القُتارُ كَما يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ (¬1)
ولا أقولُ إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ ... يا وَيْحَ نَفْسيَ مِمّا أحدَثَ القدَرُ
وَلا أضِلُّ بأصْحابٍ هَدَيْتُهُمُ ... إذا المُعَبَّدُ في الظّلْماء يَنتَشِرُ (¬2)
وأُرْبِحُ التَّجْرَ إن عَزَّتْ فِضالُهُمُ ... حتى يَعُودَ، سُليمَى، حوْلَهُ نفَرُ (¬3)
غَرْبُ [المَصَبَّةِ] مَحْمُودٌ مَصَارِعُهُ ... لاهي النّهارِ لسَيرِ اللّيلِ مُحتَقِرُ (¬4)
يُرْوي قَوَامِحَ قَبْلَ اللّيْلِ [صادِقَة ً] ... أشبَاهَ جِنٍّ عَلَيها الرَّيْطُ والأُزُرُ (¬5)
إنْ يُتْلِفوا يُخلِفوا في كلِّ مَنْقَصًة ٍ ... ما أتلَفوا، لابتغاء الحَمدِ، أوْ عَقَرُوا (¬6)
نُعطي حُقوقاً على الأحسابِ ضامِنة ً ... حَتّى يُنَوِّرَ في قُرْيانِهِ الزَّهَرُ (¬7)
وأقطَعُ الخَرْقَ قد بادَتْ مَعَالِمُهُ ... فمَا يُحَسُّ بهِ عَينٌ ولا أثَرُ (¬8)
بِجَسْرَة ٍ تَنْجُلُ الظُّرَّانَ ناجِيَةَ ... إذا توقَّدَ في الدَّيمُومَةِ الظُّرَرُ (¬9)
¬__________
(¬1) أضنّ: أي أبخل. معروف السنام: كل ما أطعمت الناس منه. القتار: هو ريح اللحم والشحم. القطر: دخان العود. وما بين قوسين يروى بلفظ: [مفروض]، وهو بمعنى الطري.
(¬2) المعبد: هو الطريق الممهدة.
(¬3) التجر: الذين يتاجرون بالنبيذ. عزّت: أي ارتفع سعرها.
(¬4) ما بين قوسين يروى بلفظ [المصيبة]
(¬5) القوامح: التي لا تشرب. ما بين قوسين يروى بلفظ: [صادفة] أي متجافية عن الشرب.
(¬6) المنقصة: الأأمر المعيب.
(¬7) الحقوق: أفعال المعروف. ينوّر: أي يطلع النوّار. القربان: مجاري الماء ومسايله.
(¬8) الخرق: الفضاء الواسع. المعالم: الطرق.
(¬9) الجسرة: الناقة الضخمة. تنجل: أي ترمي. الظران: الحجارة الملساء. الديمومة: الأرض المستوية السهلة. الظرر: كسر الحجارة.

الصفحة 39