كتاب ديوان لبيد بن ربيعة العامري
بصائبِ الصَّدْرِ سَديدِ الرِّجْلِ
يَمُدُّ بالذِّراعِ يَوْمَ المَعْلِ (¬1)
سَتَعْلَمُونَ مَنْ خِيارُ الطَّبْلِ (¬2)
وأرى أربد قد فارقني [الرمل]
وقال يتحدّث عن مآثره ومواقفه ويأسى لفقد أخيه أربد:
إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيرُ نَفَلْ ... وبإذْنِ اللّهِ رَيْثي وعَجَلْ (¬3)
أحمَدُ اللهَ فَلا نِدَّ لَهُ ... بيَدَيْهِ الخَيرُ ما شاء فَعَلْ
مَنْ هَداهُ سُبُلَ الخَيرِ اهْتَدَى ... ناعِمَ البَالِ ومَنْ شاءَ أضَلّ
و [رَقاقٍ عُصَبٍ] ظُلْمانُهُ ... كحَزيقِ الحَبَشيِيِّنَ الزُّجَلْ (¬4)
قَدْ تجاوَزْتُ وتحْتي جَسْرَة ٌ ... حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ (¬5)
تَسلُبُ الكانِسَ لمْ يُوأرْ بِهَا ... شُعْبَةَ السّاقِ إذا الظَلُّ عَقَلْ (¬6)
وتصُكُّ المَرْوَ لمّا هجَّرَتْ ... بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأظَلْ (¬7)
¬__________
(¬1) المعل: السرعة في السير.
(¬2) الطبل: الخلق والناس.
(¬3) النفل: الفضل والعطية. الريث: التمهل والإبطاء.
(¬4) الرقاق: الصحراء المتسعة اللينة. الحزيق: الجماعة. وما بين قوسين يروى بلفظ: [مكان زُعْل].
(¬5) الجسرة: الناقة الضخمة الطويلة. الحرج: التي لا تُرْكَب ولا يضربها فَحْل.
(¬6) تسلب: أي تهجم على غرّة. الكانس: هو الظبي الذي دخل كِناسه. الساق: أي ساق الشجرة. الشعبة: ما تفرّق من الأغصان. عقل الظل: أي اعتدل.
(¬7) تصكّ: أي تضرب. المرو: الحجارة البيض. النكيب: الحافر الذي أصابته الحجارة. المعر: الساقط الناصل. الأظل: باطن المنسم من البعير.
الصفحة 90