المراد بالآيات الكونية:
يتبين لنا مما سبق أن المراد بالآيات الكونية: أنها المنسوبة إلى الكون الذي هو الخلق الذي كونه الله تعالى فكان، وذلك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من سائر المخلوقات (¬١)، فكل المخلوقات ذواتها، وصفاتها، وأحوالها من الآيات الكونية (¬٢).
وهي العجائب - أي السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما- التي في الكون، ويسميها الله سبحانه آيات (¬٣)، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (¬٤)، وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (¬٥).
وهذه الآيات الكونية هي مناط الاستدلال العقلي على وجود الإله (¬٦)، وعلى أن خالقها هو الرب المعبود وحده (¬٧)، وعلى ما له من حكمة، ورحمة، وقدرة ... (¬٨).
---------------
(¬١) أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير لأبي بكر الجزائري، مكتبة العلوم والحكم، المدينة، ط ١: ١/ ١٤١.
(¬٢) تفسير القرآن الكريم، سورة البقرة للشيخ: محمد بن صالح بن عثيمين، دار ابن الجوزي، الدمام، ط ١: ٢/ ٣٦٠.
(¬٣) تفسير الشعراوي: ١٠/ ٥٥٩٦.
(¬٤) فصلت: ٣٧.
(¬٥) الروم: ٢١.
(¬٦) المرجع السابق: ١/ ٤٠٣٣، وانظر: النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: د. عبد العزيز الطويان، دار أضواء السلف، الرياض، ط ١: ٢/ ٧٧٧.
(¬٧) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: ٧/ ٣٣٩.
(¬٨) تفسير القرآن الكريم، سورة البقرة لابن عثيمين: ٢/ ٣٦٠.