كتاب الدين المعاملة

الكذب لإضحاك الناس أم لغيره، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له» (¬1)، وفي رواية لأحمد «إن الرجل ليتكلم الكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليضحك بها القوم؛ فإنه يقع فيها أبعد ما بين السماء والأرض» (¬2).
ويضمن النبي - صلى الله عليه وسلم - الجنة لمن فعل ثلاث خصال، ومنها ترك الكذب في المزاح، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «أنا زعيم ببيت في رَبَض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (¬3).
وهكذا فالمزاح مباح ما لم يتلبس بالكذب، وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يمزح ولا يكذب، قال له أصحابه: يا رسول الله إنك تداعبنا! فقال: «إني لا أقول إلا حقاً» (¬4).
ومما يجعل المزاح حراماً أن يتلبس بترويع الآمنين وتخويفهم، كالاختباء للشخص؛ ثم مفاجأته بقصد تخويفه
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي ح (2315)، وأبو داود ح (4990)، الدارمي ح (2702)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ح (2315).
(¬2) أخرجه أحمد ح (10903).
(¬3) أخرجه أبو داود ح (4800).
(¬4) أخرجه الترمذي ح (1990)، وأحمد ح (8366).

الصفحة 108