كتاب الدين المعاملة

فقالوا: مات نُغَرُه الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: «أبا عمير، ما فعل النغير» (¬1).
وفي الحديث فوائد منها: "جواز تكنية من لم يولَد له، وتكنية الطفل، وأنه ليس كذباً، وجواز المزاح فيما ليس إثماً .. وملاطفة الصبيان وتأنيسهم، وبيان ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع، وزيارة الأهل، لأن أم سليم والدة أبي عمير هي من محارمه - صلى الله عليه وسلم - " (¬2)، أي بالرضاع.
وأما محمود بن الربيع، وهو من صغار الصحابة، فيقول: (عقَلتُ [أي أتذكر] من النبي - صلى الله عليه وسلم - مجّةً مجّها في وجهي؛ وأنا ابن خمسِ سنينَ من دلو) (¬3)، والمج "طرح الماء من الفم بالتزريق، وفي هذا ملاطفةُ الصبيان وتأنيسُهم وإكرام آبائهم بذلك، وجوازُ المِزاح" (¬4).
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري ح (6129)، وأحمد ح (12545).
(¬2) شرح النووي على صحيح مسلم (14/ 129)، وانظر الآداب الشرعية (2/ 223).
(¬3) أخرجه البخاري ح (77)، ومسلم ح (33).
(¬4) شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 162).

الصفحة 29