كتاب الدين المعاملة

المبحث الأول: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشرة النساء
الأسرة هي قوام المجتمع، وهي المحضن الطبيعي لتخريج جيل من الأبناء الأسوياء الذين يعمرون الأرض بطاعة الله، وهذه الأسرة قوامها الأساس الوالدان اللذان يبنيان معاً هذه المؤسسة على قاعدة متينة من الحقوق والواجبات المتبادلة بينهما.
وحديثنا في هذا المقام عن زوج لا كالأزواج، عن سيد الأزواج - صلى الله عليه وسلم -، نتسور حائط بيته لنطل على بعض جوانب حياته الخاصة - صلى الله عليه وسلم -، نرنو منه تعلم أصول العشرة بين الزوجين، فحديثنا عن معاملة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع نسائه وأهل بيته تمس إليه حاجة كل منا، وهو هدية نخص بها كل زوج لا يعرف قيمة رباط الزوجية الوثيق، فيسيء إلى شريكة حياته، فيشتمها، أو يرفع صوته عليها، أو يغاضبها؛ لأن طعامها تأخر نضجه بضع دقائق، أو لأنها خالفته الرأي في مسألة ما أو لغيره من الأسباب التافهة التي لأجلها نقيم الدنيا ولا نقعدها.
ومن أعجب ما رأينا من صور سوء المعاملة؛ ما درج عليه بعض الأزواج، فتراه مع أصحابه طلْقَ المحيا براقَ الثنايا، فإذا ما وصل إلى عتبة بيته أخفى ابتسامته وتصنع تكشيرة وعبوساً،

الصفحة 9