كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

(وعن) أبى رزين العقيلى قال: " قلت يا رسول الله كيف يعيد لالله الخلق وما آية ذلك؟ فقال: اما مررت بوادى قومك جدبا. ثم مررت به يهتز خضرا؟ قلت نعم. قال: فتلك آية الله في خلقه. كذلك يحيى الله الموتى ". أخرجه أحمد وأبو الحسن رزين بن معاوية والطبرانى (¬1) {85}.
والمعنى: أما مررت بوادى قومك حال خلوه من النبات ثم مررت به بعد أن أخضر بالنبات؟ كذلك يحيى الله الموتى يوم القيامة.
2 - الحشر: وهو سوق الناس إلى مكان الحساب فتجتمع الوفود في هذا اليوم المشهود ليسأل كل عن عمله {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ (¬2)} وقال تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (¬3)
وقال: {أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} (¬4).
(وعن) ابن عباس رضى الله عنهما قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يأيها الناس انكم محشورون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلا " (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا أنا كنا فاعلين) ألا وأن أول
¬_________
(¬1) أنظر ص 11 ج 4 مسند أحمد (حديث أبى رزين العقيلى). وص 223 ج 3 تيسير الوصول.
(¬2) الزلزلة: 7، 8.
(¬3) الطور: 21. و (رهين) أى مرهون بعمله. فان وفق للأعمال الصالحة نجا والا وقع في الردى.
(¬4) العاديات: 9 و 10. و (بعثر ما في القبور) اى أثير وأخرج من كان فيها من الموتى. (وحصل ما في الصدور) أى بين وأظهر ما كان كامنا في القلوب من الايمان وغيره.

الصفحة 101