كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ألا وانه سيجاء برجال من أمتى فيؤخذ بهم ذات الشمال. فأقول: يا رب أصحابى. فيقال انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم .. إلى قوله العزيز الحكيم " قال " فيقال لى انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول سحقا سحقا ". أخرجه الشيخان والنسائى والترمذى (¬1) {86}.
(وعن) ابى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنف مشاة، وصنف ركبان. وصنف وجوههم، قيل يا رسول الله: كيف يمشون على وجوههم قال: أن الذى أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم. أما انهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك. أخرجه أحمد وأبو داود والترمذى (¬2) {87}.
3 - الحساب: وهو توقيف الله تعالى عباده قبل الانصراف من المحشر على أعمالهم أقوالا وأفعالا واعتقادات تفصيلا بعد أخذهم كتبهم إلا من استثنى. وكيفية التوقيف أمر غيبى. والناس فيه متفاوتون (فمنهم) من يحاسب حسابا يسيرا يعرض
¬_________
(¬1) انظر ص 198 ج 8 فتح البارى (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم .. ) وص 293 ج 3 تحفة الأحوذى. وصدره: يحشر الناس. و (غرلا) بضم فسكون أى غرلا غير مختونين. أى كما بدأ الله تعالى الخلق في بطون امهاتهم حفاة عراة كذلك يعيدهم يوم القيامة. و (العبد الصالح) سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام (وانهم لم يزالوا الخ) بيانه لقوله (ما أحدثوا بعدك) والمراد بهم أصحاب الكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين كفروا ببدعتهم. وقيل المراد المنافقون والمرتدون.
(¬2) انظر ص 224 ج 3 تيسير الوصول. (الحشر). و (الحدب) بفتحتين ما ارتفع من الأرض.

الصفحة 102