كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
عمله عليه. فيطلعه الله على سيئاته سرا بحيث لايطلع عليها أحد ثم يعفو عنه ويأمر به إلى الجنة (ومنهم) من يناقش الحساب. بأن يسأل عن كل جزئية ويطالب بالعذر والحجة، فلا يجد عذرا ولاحجة فيهلك مع الهالكين. ويأمر الله تعالى مناديا ينادى عليه بسيئات أعماله، فيفتضح بين الخلائق (فعليك) أيها العاقل أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وتبادر بالأعمال الصالحة قبل الفوات، وتصل ما بينك وبين ربك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وتؤمن بالحساب وتستعد له.
قال الله تعالى {وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (47) الأنبياء. وقال {وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} (49) الكهف. وقال {أَلاَ لَهُ الحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ} (62) الأنعام. وقال {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} (14) الإسراء.
(وعن) أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شئ منه فليتحلله منه اليوم من قبل ألا يكون دينار ولادرهم. أن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته. وان لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " أخرجه أحمد والبخارى والترمذى (¬1) {88}.
(وعنه) رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه ووعلى آله وسلم: " لتؤدن الحقوق الى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء،
¬_________
(¬1) ص 224 ج 3 تيسير الوصول (الحساب).
الصفحة 103
503