كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

ابلاه؟ " أخرجه الترمذى وقال: هذا حديث حسن صحيح والطبرانى وأبو نعيم فى الحلية (¬1) {92}.
(وعن) أبى سعيد وأبى هريرة رضى الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول الله تعالى لهع: ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا وسخرت للك الأنعام والحرث وتركتك ترأس وترتع؟ أكنت تظن أنك ملاقى يومك هذا؟ فيقول لا. فيقول له اليوم أنساك كما نسيتنى ". أخرجه الترمذى وقال: هذا حديث صحيح غريب (¬2) {93}.
هذا (واعلم) أنه سيشهد على العاصى أحد عشر شاهدا فى هذا اليوم المشهود: اللسان، والأيدى، والأرجل، والسمع، والبصر، والجلد، والأرض، والليل، والنهار، والحفظة الكرام، والمال. قال تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (24) النور. وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (19) فصلت. وقال: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} (¬3).
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} فقال: " أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسول
¬_________
(¬1) انظر ص 225 ج 3 تيسير الوصول (الحساب).
(¬2) انظر ص 225 ج 3 تيسير الوصول (الحساب). ووالرؤس التقدم على القوم بأن يصير رئيسهم. وترتع من الرتع وهو التنعم. و (أنساك) أى أتركك فى العذب.
(¬3) سورة ق: 21. و (سائق) ملك يسوقها الى المحشر (وشهيد) عليها بما عملت قاله عثمان بن عفان فيما رواه الحاكم وابن المنذر.

الصفحة 105