كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

أمتى يارب (¬1)،
فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم منن الباب الأيمن من أبواب الجنة. وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. ثم قال: والذى نفسى بيده ان ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة ةهجر. أو كما بين مكحة وبصرى " أخرجه أحمد والشيخان والترمذى (¬2) {116}.
فعلى المكلف أن يعتقد أن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم شافع مقبول الشفاعة، وانه أول شافع وأول من يقضى بين أمته. وأنه أول من يجوز على الصراط بأمته.
(روى) أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " انا سيد
¬_________
(¬1) (ان قيل) أن الحديث فى الشفاعة العظمى وهى عامة فكيف يخصها بقوله: (أمتى)؟ (فالجواب) ان فيه حذفا تقد=يره أنه أذن له فى الشفاعة العظمى فشفع. ثم خص أمته بشفاعة أخرى. يدل عليه ما فى حديث حذيفة وابى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يجمع الله الناس ... (الحديث) وفيه .. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له (يعنى فى الشافعة) وترسل المانة والرحم (لعظم امرهما تصوران مشخصتين كما يريد الله) فتقومان جنبتى (بفتحات: أى جانبى) الصراط يمينا وشمالا فيمر أو لهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال - بالجيم: جمع رجل. وفى رواية بالحاء المهملة: جمع رحل. وشدها: جريها البالغ - تجرى بهم أعمالهم. ونبيكم قائم على الطراط يقول: رب قائم سلم سلم (الحديث) أخرجه مسلم. ص 70 ج 3 نووى. وبهذا يتصل الحديث لأن الشفاعة التى لجأ اليه الناس فيها هى الشفاعة العظمى ثم حلت الشفاعة فى أمته فقال صلى الله عليه وسلم " أمتى أمتى ".
(¬2) انظر ص 276 ج 8 فتح البارى (ذرية من حملنا مع نوح - سورة بنى إسرائيل) وص 232 ج 3 تيسير الوصول (الشفاعة) (من حديث أنس وكذا عند أحمد ص 116 ج 3 مسند أحمد وهجر) بفتحتين: بلد قرب المدنية (وبصرى) بضم فسكون: بلد بالشام. والمراد تقرير اتساع ما بين جانبى أبواب الجنة لا تقديره على التحقيق.

الصفحة 119