كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
يره) " واحتمال " دخوله الجنة أولا جزاء لمال عمله من الخير. ثم يدخل النار عقابا لما عمله من الشر " يبطله " قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47) لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} (48) الحجر وقوله تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ} (185) آل عمران. فهذا يدل على أن استيفاء الأجر بالنسبة لمن يدخل النار لا يكون الا بعد الخروج منها. (وأدل) منه حديث أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان، فيخرجون منها قد اسودوا، فيلقون فى نهر الحياة. فينبتون كما تنبت الحبة فى جانب السيل. ألم تر أنها صفراء ملتوية " أخرجه الشيخان والنسائى (¬1) {127}
(وحديث) أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم قال " يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفى قلبه وزن شعيرة من خير. ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفى قلبه وزن برة من خير. ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفى قلبه وزن ذرة من خير " أخرجه أحمد والشيخان والنسائى وابن ماجه والترمذى وقال: حسن صحيح (¬2) {128}.
¬_________
(¬1) انظر ص 55 ج 1 فتح البارى (تفاضل أهل الايمان فى الأعمال) وص 35 ج 3 نووى مسلم وصدره: يدخل الله أهل الجنة الجنة (أخراج الموحدين من النار) و (نهر الحياة) نهر يحيا به من انغمس فيه.
(¬2) انظر ص 77 ج 3 فتح البارى (زيادة الايمان ونقصانه) وص 59 ج 3 نووى مسلم (الشفاعة) وص 346 ج 3 تحفة الأحوذى. و (يخرج) بفتح أوله وضم الراء ويروى بالعكس ويؤيده ما فى رواية الترمذى " اخرجوا ".
الصفحة 124
503