كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

10 - الجنة وهى دار الثواب، والنعيم المقيم. فيها الحور العين، والولدان، ولحم الطير، والفواكه، والأنهار الجارية من الماء واللبن والعسل والخمر، والسرر، والحرير، والذهب، وما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. جاء بها الكتاب والسنة. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} (¬1). وقال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} (90) الشعراء. أى قربت لهم بحيث يشاهدونا فى الموقف. ويعرفون ما فيها فتحصل لهم البهجة والسرور. وقال: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فان الجنة هى المأوى} (¬2) وقال: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (123) آل عمران.
(وعن) أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى: " أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت، ولآ أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ". قال أبو هريرة: اقرءوا ان شئتم: (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين) أخرجه الشيخان والترمذى وابن ماجه وزاد البخارى فى رواية: وقال محمد ابن كعب: انهم أخفوا لله عملا فأخفى لهم ثوابا. فلو قدموا عليه، أقر تلك العين (¬3) {129}.
(وعنه) قال: قلت يا رسول الله: الجنة ما بناؤها؟ قال لبنه من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت. وترابها الزعفران.
¬_________
(¬1) الكهف: 107 و 108. و (الفردوس) وسط الجنة وأعلاها (والنزل) المنزل أو ما يهيأ للضيف. و (لا يبغون عنها حولا) أى لا يطلبون عنها تحولا وانتقالا الى غيرها.
(¬2) النازعات: 40 و 41 (ومقام الرب) الوقوف للحساب.
(¬3) انظر ص 235 ج 3 تيسير الوصول. وص 305 ج 2 - ابن ماجه (صفة الجنة).

الصفحة 125