كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
موجود. وقد قال الله عز وجل {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (62) غافر. وقال تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} (1) الأنعام. وقال {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} أى خلق كل شئ فسوى خلقه. وقال {أقرأ باسم ربك الذى خلق * خلق الإنسان من علق} وقال {وخلق كل شئ فقدره تقديرا} (2) الفرقان. ومن البدهى أن موجد الشئ لا يكون معدوما، لأن المعدوم لا يعطى الوجود.
2 - القدوم - ومعناه انه لا لأول لوجوده تعالى، وأنه لم يسبقه عدم، لقوله تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (62) الزمر. إذ معناه أن كل شئ غير الله مخلوق لله، فلا يجوز أن يكون غيره خالقا له، لأنه لو كان مخلوقا لكان محتجا لغيره كيف وهو ذو الغنى غيره خالقا له، لأنه لو كان مخلوقا لكان محتاجا لغيره كيف وهو ذو الغنى المطلق. وفقر كل شئ إليه محقق؟ (وعن عمران) بن حصين رضى الله عنه قال: انى عند النبى صلى الله عليه وآله وسلم اذ جاءه قوم من من بنى تميم فقال " اقبلوا البشرى يا بنى تميم " قالوا بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن. فقال: " اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم " قالوا: قبلنا. جئناك لنتفقه فى الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال قال: كان الله ولم يكن شئ قبله وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض وكتب فى الذكر كل شئ " أخرجه البخارى (¬1) {13}.
¬_________
(¬1) ص 317 ج 13 فتح البارى (وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم) و (أقبلوا البشرى) المراد بها أن من أسلم نجا من الخلود فى النار ثم يجازى على وفق عمله. وذكر بعضهم فى هذا الحدث " كان الله ولا شئ معه وهو الأن على ما عليه كان " وهى زيادة ليست فى شئ من كتب الحديث. ذكره العينى على البخارى. فى بدء الخلق (وكان عرشه على الماء) أى لم يكن تحت العرش الا الماء الذى خلق قبله (وكتب فى الذكر كل شئ). أى قدر كل الكائنات وأثبتها فى اللوح المحفوظ.
ولم يصح عنه في حديث واحد أنه اقتصر على مسح بعض راسه ألبته. ولكن كان إذا مسح بناصيته كمل على العمامة (ولم يتوتضأ) صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألا تمضمض واستنشق. ولم يحفظ عنه أنه أخل به مرة واحدة (وكذلك) كان وضوءه مرتبا متواليا لم يخل به مرة واحدة ألبته (وكان) يمسح على راسه تارة، وعلى العمامة تارة وعلى الناصبة والعمامة تارة (وأما) اقتصاره على الناصية مجردة، فلم يحفظ عنه كما تقدم (وكان) يغسل رجليه إذا لم يكونا في خفين ولا جوربين. ويمسح عليهما إذا كانا في الخفين (وكان) يمسح أذنيه مع رأسه.
وكان يمسح ظاهرهما وباطنهما (ولم) يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئا غير التسمية في أوله وقوله: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين" في آخره. ومما يقال بعد الوضوء أيضا: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك (ولم) يكن يقول في أوله نويت رفع الحدث ولا استباحة الصلاة. ولا هو ولا أحد من أصحابه ألبته. ولم يرو عنه في ذلك حرف واحد لا باسناد صحيح ولا ضعيف (ولم) يتجاوز الثلاث قط (¬1).
8 - كيفية الوضوء
أجمع حديث في هذا ما روى عن سيدنا عثمان وعلي رضي الله عنهما:
(أ) قال حمران بن أبان: دعا عثمان رضي الله عنه بماء فسكب على يمينه فغسله. وفي رواية "فأفرغ على يديه ثلاثا فغسلهما" ثم أدخل يمينه في الإناء فغسل كفية ثلاثا. ثم غسل وجه ثلاث مرار، ومضمض واستنشق واستنثر. وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاث مرات. ثم مسح رأسه. وأمر بيديه على ظهر أذنيه. ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرات. ثم قال: سمعت رسول الله
¬_________
(¬1) انظر ص 48 ج 1 زاد المعاد.
الصفحة 16
503