كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} (17) فاطر. وفى الحديث القدسى " يا بنى آدم ما خلقتكم لأستكثر بكم من قلة، ولا لأستأنس بكم من وحشة، ولا لأستعين بكم من وحدة على أمر عجزت عنه، ولا لجر منفعة، ولا لدفع مضرة. بل خلقتكم لتعبدونى طويلا وتشكرونى كثيرا وتسبحونى بكرة وأصيلا. ولو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم وحيكم وميتكم وصغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم، اجتمعوا على طاعتى مازاد فى ذلك ملكى مثقال ذرة. ولو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم وحيكم وميتكم وصغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم، أجتمعوا على معصيتى ما نقص ذلك من ملكى مثقال ذرة (¬1) " {17} وقال تعالى: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ العَالَمِين} (6) العنكبوت. وهم الفقراء إليه وهو الغنى الحميد (ومن الجائز) رؤيته تعالى بالأبصار وغيرها خرقا للعادة بلا اتصال الأشعة به تعالى ولا كيفية ولا انحصار فى جهة.
قال الله تعالى: {وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (23) القيامة. وسيأتى تمامه فى بحث الرؤية إن شاء الله تعالى.
(ومن الجائز) إنزال الكتب وإرسال الرسل مبينين للناس ما نزل إليهم مبشرين الطائعين بالجنة والنعيم، ومنذرين العاصين بالنار والعذاب الأليم. قال تعالى: (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه. وأنزل التوراة والإنجيل (3) (من قبل هدى للناس، وأنزل على عبده الكتاب) وقال: (تبارك الذى الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) وقال: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (89) النحل. وقال: {رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} (165) النساء.
¬_________
(¬1) لم أقف على من أخرجه بهذا اللفظ.

الصفحة 26