كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
لا يتم الا بالمباشرة والاتصال والانفصال. فكذلك الزوجة والولد فى صفته تعالى محال (فان قيل) قال الله تعالى (الرحمن على العرش استوى) (يقال) له ان هذه الآية من المتشابه التى يحار فى الجواب عنها وعن أمثالها من لا يريد التبحر فى العلم، أى يمر بها كما جاءت ولا يبحث عنها ولا يتكلم فيها، لأنه لا يأمن الوقوع فى الشبة والورطة اذا لم يكن راسخا فى العلم. ويجب أن يعتقد فى صفة البارئ ما ذكرناه. وأنه لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان منزه عن الحدود والنهايات، مستغن عن المكان والجهات ليس كمثل شئ. ويتخلص عن هذه المهالك (ولهذا) زجر مالك السائل حين سأله عن هذه الآية فقال: الاستواء مذكور وكيفيته مجهولة، والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ثم قال: فان عدت الى مسألتك أمرت بضرب رقبتك. أعذانا الله تعالى واياكم من التشبيه اهـ كلام الامام الشافعى رضى الله تعالى عنه (ونحوه) للامام أبى حنيفة فى الفقه الأكبر وشرحه (وقال) العلامة الجليل سعد الدين التفتازانى فى كتابه تهذيب الكلام (والقول) بانه تعالى جسم على صورة انسان أو غيره وفى جهة العلو مماسا للعرش أو محاذيا له تمسكا بأن كل موجود جسم أو جسمانى ومتحيز أو حال فيه ومتصل بالعلم أو منفصل عنه (جهالة) والنصوص مؤولة اهـ.
(قال) محشية محمد وسيم: وأما ما تقرر فى فطرة العقلاء مع اختلاف آرائهم من التوجه الى العلو فى الدعاء ورفع الأيدى الى السماء فليس من جهة اعتقادهم أنه فى تلك الجهة بل من جهة أن السماء قبلة الدعاء، منها تتوقع الخيرات والبركات وهبوط الأنوار ونزول الأمطار المحيى للأقطار اهـ.
(وقال) المحقق الدوانى على العقائد العضدية: ويستحيل عليه تعالى التحيز والجهة ولا يصح عليه الحركة والانتقال أ. هـ (قال) القدوة السنوسي في عقيدة أهل التوحيد الكبرى: ومن هنا - يعنى من وجوب قدمه تعالى وبقائه -
الصفحة 36
503