كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
العمل بهذه العمومات فى فروع الشريعة، لأنه يكتفى فيها بالدليل الظنى. ووجب ان يبقى العمل بتلك العمومات فى العقائد فقط. والعجب من الحشوية أنهم يقولون: الاشتغال بتأويل الآيات المتشابهة غير جائز، لأن تعيين ذلك التأويل مظنون، والقول بالظن فى القرآن لا يجوز. ثم انهم يتكلمون فى ذات الله تعالى وصفاته بأخبار الآحاد مع أنها فى غاية البعد من القطع واليقين. واذا لم يجوزوا تفسير ألفاظ القرآن بالطريق المظنون، فلأن يمتنعوا عن الكلام فى ذات الحق تعالى وفى صفاته بمجرد الروايات الضعيفة أولى اهـ. (ومن هذا) القبيل استدلالهم على دعواهم الباطلة " أن الله تعالى فىالسماء " بحديث معاوية بن الحكم قال: كانت لى جارية ترعى غنما لى قبل أحد، فاطعت ذات يوم فاذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بنى آدم فصككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعظم ذلك على فقلت افلا أعتقها؟ قال ائتنى بها. فأتيته بها فقال لها أين الله؟ قالت: فى السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال. أعتقها فانها مؤمنة.
أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائى (¬1) {19}.
(فمع) كونه حديث آحاد لا يصح الاستدلال به على معرفة العقائد (هو) مصروف عن ظاهره باجماع السلف والخلف (قال) الامام ابن الجوزى الحنبلى فى كتابه " دفع شبهة التشبيه " ص 45 بعد أن روى الحديث ما نصه: قلت قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا تحويه السماء ولا الأرض ولا تضمه الأقطار. وانما عرف باشارتها تعظيم الخالق جل جلاله عندها أهـ. (وقال) الامام أبو عبد الله الأبى فى شرح صحيح مسلم فى الكلام على حديث الجارية ص 241 ج 2: أراد
¬_________
(¬1) ص 447 ج 5 مسند أحمد. وص 23 ج 5 نووى مسلم (تحرير الكلام فى الصلاة) وهو عجز حديث ياتى صدره رقم 5 ص 3 ج 4 دين (مبطلات الصلاة).
الصفحة 48
503