كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

كثيراً، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور، فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه والدرامى والترمذى وقال: حسن صحيح (¬1) {3}.
وما إلى ذلك من الأحاديث الصحيحة الواردة في ذم البدع وأنها ضلالة " فمن " زعم أن بعض البدع في العبادة قد تكون حسنة " فقد أخطأ " وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن كل بدعة ضلالة ولفظ " كل " موضوع للأفراد. فمعنى الحديث: أن كل فرد من أفراد البدع ضلالة. وموضوعه العبادة كما علمت " ومن أدعى " أن الحديث دخله التخصيص بحديث " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ. ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ " أخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه عن جرير بن عبد الله (¬2) {4}.
" فدعواه " باطلة لأن الحديث إنما ورد في الحث على مكارم الأخلاق العادية التى بها ارتباط القلوب واتفاق الكلمة والقضاء على أسباب التباغض والنفور،
¬_________
(¬1) ص 188 ج 1 - الفتح الربانى. وص 10 و 11 ج 1 سنن ابن ماجه (اتباع سنة الخلفاء الراشدين) وص 97 ج 1 مستدرك (كل محدثة بدعة.) وص 44 ج 1 سنن الدرامى (اتباع السنة) وص 24 ج 1 تيسير الوصول (الاستمساك بالكتاب والسنة).
(¬2) ص 357 ج 4 مسند أحمد. وص 226 ج 16 نووى مسلم (العلم) وص 46 ج 1 - سنن ابن ماجه (من سن سنة حسنة أو سيئة).
(هذا) ويستحب كون المعين عن يسار المتطهر ليسهل تناول الماء عند الصب، وجعل الإناء الذي يصب منه عن يساره ليصب بها على يمينه، وجعل الإناء الكبير الذي يعترف منه عن يمينه ليغترف منه بها.

14 - الدعاء بعد الوضوء: اتفق العلماء على أنه يستحب لمن توضأ (أن يدعو) بعد الوضوء- مستقبلا القبلة رافعا بصره إلى السماء- (بما) في حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وزاد: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين (¬1) [205].
(ويختم الدعاء) بما في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم طبع بطابع فلا يكسر إلى يوم القيامة"
¬_________
(¬1) انظر ص 310 ج 1 - الفتح الرباني. وص 118 ج 3 نووي مسلم (الذكر المستحب عقب الوضوء) وص 55 ج 2 - المنهل العذب (ما يقول الرجل إذا توضأ) وص 58 ج 1 تحفة الأحوذي (ما يقال بعد الوضوء) وقوله "هذا في إسناده اضطراب ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كثير شيء" رده الحافظ في التلخيص قال: لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض والزيادة التي عنده (أي الترمذي) رواها البزار والطبراني في الأوسط عن ثوبان. أنظر ص 59 ج 1 تحفة الأحوذي. وروى الحديث ابن ماجه عن أنس. أنظر ص 90 ج 1 (ما يقال بعد الوضوء).

الصفحة 5