كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
اصبحنا. فاذا هو جاء من قبل حراء. قال: فذكروا له الذي كانوا فيه. فقال اتاني داعي الجن فاتيتهم فقرات عليهم، فانطلق بنا فأرانا اثارهم واثار نيرانهم. وسالوه الزاد فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في ايديكم اوفر ما يكون لحما. وكل بعرة او روثة علف لدوابكم. فقال صلي الله عليه وعلي اله وسلم: فلا تستنجوا بهما فانهما طعام اخوانكم من الجن. اخرجه احمد ومسلم وابو داود والترمذي. وقال حسن صحيح (¬1) {20}.
وهو افضل الرسل لقوله تعالي {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} (107) الانبياء. ومنهم الانبياء والمرسلون. وقوله {لقد جاءكم رسول من انفسكم} (128) التوبة. وقرئ (من انفسكم) بفتح الفاء وكسر السين. وقد نهي اصحابه عن خطابه كسائر الناس. قال تعالي {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} (63) النور. وكانت الامم تخاطب انبياءها باسمائهم ولم ينهوا عن ذلك {يا نوح قد جادلتنا} (32) هود {قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا} (62) هود {قالوا يا هود ما جئتنا ببينة} (53) هود {قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لن لم تنته لارجمنك} (46) مريم {اذقال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء} (112) المائدة.
(وعن ابي سعيد) الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم قال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من
¬_________
(¬1) ص 163 ج 1 تيسير الوصول (سورة الأحقاف) و (اغتيل) مبني للمجهول أي قتل سرا (واستطير) أي طارت به الجن. و (ذكر اسم الله عليه) هذا لمؤمنيهم. واما غيرهم فطعامه مما لم يذكر اسم الله عليه كما في رواية الترمذى.
الصفحة 51
503