كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

صلي الله عليه وعلي اله وسلم وبين يديه ركوة وقالوا ليس عندنا ما نتوضا به ولا نشرب الا ما في ركوتك، فوضع صلي الله عليه وعلي اله وسلم يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين اصابعة كامثال العيون فتؤضانا وشربنا. قيل لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة الف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة. أخرجه الشيخان (¬1) {27}.
وقال ابي هريرة رضي الله عنه كنا مع النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم في مسير فنفدت ازواد القوم حتي هموا بنحر بعض حمائلهم فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله لو جمعت ما بقي من ازواد القوم فدعوت الله عليها، ففعل. فجاء ذو البر ببره، وذو التمر بتمره، وذو النواه بنواته. قيل: ما كاموا يصنعون بالنوي؟ قال كانوا يمصونه ويشربون عليه ماء. فدعا عليها حتي ملاء القوم مزوادهم فقال عند ذلك " اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله، لايلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنه. اخرجه مسلم (¬2) {28}.
(وقال) جابر رضي الله عنه: كنا في حفر الخندق فرأيت برسول الله صلي الله عليه وعلي اله وسلم خمصا شديدا فانكفات الي امراتي فقلت هل عندك شئ؟ فاني رايت برسول الله صلي الله عليه وعلي اله وسلم خمصا شديدا فاخرجت الي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة دواجن فذبحتها وطحنت الشعير، ففرغت الي فراغي وقطعتها في برمتها. ثم وليت الي رسول الله صلي الله عليه وعلي اله وسلم. فقالت لا تفضحني برسول الله صلي الله عليه وعلي اله
¬_________
(¬1) ص 330 ج 3 تيسير الوصول (زيادة الطعام والشراب) و (الركوة) بفتح فسكون ما يعد للماء وجمعها، ركاء وركوات بفتحات.
(¬2) ص 331 ج 3 تيسير الوصول (زيادة ا=-0 لطعام والشراب - المعجزات) و (المزاود) جمع مزود بكسر فسكون، ما يجعل فيه الزاد.

الصفحة 55