كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

وقال: (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) 46 - النور. وقد رد الله عليهم فى أكثر من آية. قال تعالى: (انه لقول رسول كريم (40) وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (41) ولا يقول كاهن قليلا ما تذكرون (42) (تنزيل من رب العالمين) (43) - الحاقة.
صفات الرسل
يجب فى حقهم عليهم الصلاة والسلام أربع صفات.
(أ) الصدق فى كل الأقوال ولو عادية " لأن ما ظهر على أيديهم من المعجز - وهى امر خلقه الله تعالى " مخالف للعادة مقرون بالتحدى اى واقع عند دعوى الرسالة مع عدم امكان معارضته بمثله " منزل " منزلة قول الله تعالى: صدق عبدى فى كل ما بلغه عنى. كتظليل الغمام وانشقاق القمر وغيرهما مما تقدم.
(ب) ويجب فى حقهم العصمة - أى الأمانة - وهى حفظ الله تعالى ظواهرهم وبواطنهم من المعاصى كبيرها وصغيرها (¬1)، لأن الله تعالى أمرنا بالاقتداء بهم فى أقوالهم وأفعالهم غير الخاصة بهم. قال تعالى: {قل ان كنتم تحبون الله
¬_________
(¬1) قال فى العقد الثمين: ان الله تعالى قد نزههم عن كل وصمة ونقص فهم معصومون عن الصغائر والكبائر قبل النبوة وبعدها على المختار. وما وقع فى قصص بعضهم من بعض المفسرين لا يلتفت اليه (وما جاء) فى القرآن من اثبات العصيان لآدم ومن معاتبه جماعة منهم على أمور فعلوها (فانما) هو من باب أن للسيد أن يخاطبل عبده بما يشاء وأن يعاتبه على خلاف الأولى معاتبة غيره على المعصية كما قيل: ان حسنات الأبرار سيئات المقربين. ولا خلاف بين العلماء فى عصمتهم عن تعمد الكبائر وانما الخلاف فى أن عصمتهم عن ذلك بدليل السمع أو بدليل العقل (فالأول) مذهب أهل السنة (والثانى) قول المعتزلة. واما وقوع الصغائر فجوزه البعض. والمحققون من المحدثين لم يجوزا الا وقوع الصغائر سهوا. وما الكبار مطلقا الصئغائر عمدا فلا وعلى ذلك الكثير.

الصفحة 60