كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

ظاهرية أو باطنية (¬1) (ويستحيل) عليهم البلادة، وكتمان شئ مما أمروا بتبليغه للخلق، قال تعالى: {ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} (159) - البقرة.
(ويجوز) فى حقهم عليهم الصلاة والسلام كل وصف بشرى لا يؤدى الى نقص فى مراتبهم العلية: كالأكل والشرب والمشى فى الأسواق والنوم والجوع والعطش والجماع الحلال والمرض غير المنفر والبيع والشراء والسهو للتشريع وبيان ما يترتب عليه كما وقع للنبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فى الصلاة. وكذا النسيان فى غير الأحكام التى لم تبلغ. قال تعالى (وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق) (20) الفرقان. وقال عز وجل {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} (38) - الرعد (وفى حديث) عائشة رضى الله عنها. قلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة ان عينى تنامان ولا ينام قلبى. أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائى (¬2) {37}
(وقال) ابن عباس رضى الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
¬_________
(¬1) قال فى العقد الثمين: ويستحيل عليهم الكذب والا لم يكونوا أمناء ونحية سبحانه. وقد علم الله سبحانه منهم الصدق والأمانة فاختارهم لتبليغ رسالته وحفظ أمانته وأمرنا بالاقتدار بهم فى أقوالهم وأفعالهم. ومن المعلوم أن علمه تعالى محيط بما لا نهاية له فلزم أن تصديقه تعالى لهم لما علمه منهم وأن جميع أقوالهم وأفعالهم على وفق مات يختاره سبحانه وتعالى ويرضاه.
(¬2) ص 22 ج 3 فتح البارى (قيام النبى صلى الله عليه وسلم بالليل) وص 17 ج 6 نووى مسلم (صلاة الليل والوتر) وص 269 ج 7 - المنهل العذب (صلاة الليل).

الصفحة 62