كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

(أ) الملائكة: وهم عالم غيبى لا يعلم حقيقته الا الله تعالى. لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة. خلقوا من نور (لحديث) ابن عمرو أن النبى صلى الله عليه وسلمن قال: ان الملائكة قالت: يا ربنا أعطيت بنى آدم الدنيا يأكلون ويشربون ويركبون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة. قال لا أجعل صالح ذرية من خلقته بيدى كمن قلت له كن فكان. أخرجه الطبرانى فى الكبير (¬1) {43}.
(وعن) عائشة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار. وخلق آدم مما وصف لكم. أخرجه أحمد ومسلم (¬2) {44}.
وهم كما وصفهم الله تعالى (عباد مكرمون (26) (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره ويعلمون) (27) الأنبياء. وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (6) التحريم. لهم القدرة على التشكل بالصور
¬_________
(¬1) قال الشهاب الالوسى: ثبت فى الصحيح أنه سبحانه قال فى جواب الملائكة: " اجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة " وعزتى وجلالى لا أجعل من خلقته بيدى كمن قلت له كن فكان. ص 374 ج 7 روح المعانى. و (قال يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى) وأخرج البغوى نحوه عن جابر. انظر ص 230 ج 2 مصابيح السنة (بدء الخلق وذكر الأنبياء).
(¬2) ص 123 ج 18 نووى مسلم (أحاديث متفرقة - الزهد). و (المارج) لهب النار الخالص من الدخان.

الصفحة 65