كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

السماء بيض الوجوه كان وجوههن الشمس معهم كفن من اكفان الجنه وحنوط (¬1) من حنوط الجنة حتي يجلسوا منه مد البصر. ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتي يجلس عند راسه، فيقول ايتها النفس الطيبة اخرجي الي مغفرة من الله ورضوان.
قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فياخذها، فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتي ياخذها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كاطيب نفحه مسك وجدت علي وجه الارض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون علي ملامن الملائكة الا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون فلان بن فلان باحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتي ينتهوا بها الي السماء الدنيا حتي ينتهوا بها الى السماء الدنيا فيستفتحون له , فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربها الى السماء التى تليها حتى ينتهى به الى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدى فى عليين وأعيدوه الى الارض , فأنى منها خلقته , وفيها اعيدوه ومنها اخرجهم تارة اخرى. قال: فتعاد روحه فى جسده فيأتيه ملكان فيجلسان فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربى الله فيقولان له وما دينك؟ فيقول دينى الاسلام , فقولان له ما هذا الرجل الذى بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , فيقولان له: وما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادى مناد في السماء أن صدق عبدي فافر شوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلي الجنة. قال فيأتيه من روحها (¬2) وطيبها ويفسح له فلا قبرة مد بصره. قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب ويفسح الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: له: من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير؟
¬_________
(¬1) (حنوط) كرسول، طيب يخلط للميت خاصة. وكل ما طيب به الميت من مسل وغيره
(¬2) (الروح) بفتح الراء وسكون الواو. الرحمة. (الروح) بفتح الراء وسكون الواو. الرحمة.

الصفحة 70