كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلي أهلي ومالي. قال: وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل أليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح (¬1)
فيجلسون منه مد البصر، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلي سخط من الله وغضب قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود (¬2) من الصوف المبلول، فيأخذها. فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفه عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة آلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلي السماء الدنيا، فيستفتح له فلان يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط (¬3) " فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلي، فتطرح روحه طرحا، ثم قرأ: (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق) (31) الحج. فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدرى، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدرى؟ فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدرى، فينادى مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار، وافتحوا له بابا إلي النار، فيأتيه من حرها وسموها هو يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن
¬_________
(¬1) (المسوح) جمع مسح كحمل وحمول، الثوب الخشن ..
(¬2) (السفود) بوزن التنور، الحديدة التي يشوى بها اللحم.
(¬3) الأعراف آية 40. وسم الخياط ثقب الابرة.
الصفحة 71
503