كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

يليه غير الثقلين ويضيق عليه قبره تختلف أضلاعه. أخرجه وأحمد والشيخان وأبو داود والنسائي (¬1) {50}.
(وعن عائشة) رضى الله عنا قالت: سألت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عذاب القبر فقال: إن عذاب القبر حق وانهم يعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم (الحديث) أخرجه الشيخان والنسائي (¬2) {51}.
(وعن) ابن مسعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: أن الموتى ليعذبون فى قبورهم حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم. أخرجه الطبرانى في الكبير بسند حسن (¬3) {52}.
هذا. والمنعم والمعذب عند أهل السنة الجسد والروح جميعا.
(واعلم) أنه وردت أحاديث دالة على اختصاص هذه الأمة بالسؤال في القبر دون المم السابقة. قال العلماء: السر فيه أن الأمم كانت تأتيهم الرسل فان أطاعوهم فالمراد. وان عصوهم اعتزلوهم وعوجلوا بالعذاب. فلما أرسل الله النبي محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، أمسك عنهم العذاب وقبل الإسلام ممن أظهره سواء أخلص أم لا، وقيض لهم من يسألهم في القبور ليخرج الله سرهم بالسؤال، وليميز الله الخبيث من الطيب. وذهب ابن القيم إلي عموم المسألة (¬4) {54}.
ومما تقدم يستفاد أن لأهل القبور حياة بها يدرك أثر النعيم والعذاب، ولو تفتت أجسادهم. وهو أمر غيبي لا نبحث عن كيفيته. وحال صاحبه كحال النائم يرى
¬_________
(¬1) ص 308 ج 3 تيسير الوصول (سؤال منكر ونكير) (ولا تليت) آي ولا اتبعت من يعرف فقلت مثل قوله.
(¬2) ص 306 ج 3 تيسير الوصول (عذاب القبر).
(¬3) ص 56 ج 3 مجمع الزوائد (العذاب في القبر).
(¬4) انظر ص 160 ج 2 سبل السلام طبعة صبيح.

الصفحة 73