كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

الملاذ والمؤلمات، ولا يرى من بجواره شيئا. وإنما ستر عنا رحمة بنا " روى " أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر. أخرجه أحمد والنسائي (¬1) {53}.
هذا. ولا يسألا الأنبياء والصالحون والصبيان والشهداء. لحديث راشد بن سعد عن صحابي أن رجلا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم ألا الشهيد؟ فقال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. أخرجه النسائي (¬2) {54}

(هـ) اليوم الآخر: هو يوم القيامة. وأوله من الموت، لحديث هانئ مولى عثمان بن عفان قال: كان عثمان رضى الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكى وتذكر القبر فتبكى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " القبر أول منزل من منازل الآخرة. فان نجا منه فما بعده أيسر. وان لم ينج منه فما بعده أشد منه " وقال صلى الله عليه وسلم: " ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه " أخرجه الترمذى وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه رزين وزاد: قال هانئ: سمعت عثمان ينشد:
فإن تنج منها من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا أخالك ناجيا (¬3) {55}
¬_________
(¬1) ص 103 ج 3 مسند أحمد. وص 307 ج 3 تيسير الوصول (عذاب القبر) و (إن لا تدافنوا) لا يحتمل أن تكون زائدة والمعنى لولا الخوف من الموت والدفن بسبب سماع ذلك لدعوت. ويحتمل أن تكون زائدة والمعنى لولا الخوف ترك دفن موتاكم لما يحصل لكم من الفزع والأهوال لدعوت. . الخ.
(¬2) ص 289 ج 1 مجتبى (الشهيد) و (يفتنون) أي يمتحنون بالسؤال في القبر و (كفى ببارقة السيوف .. ) أي بالسيوف البارقة، والمعنى أن ثباتهم فى الصف وبذلهم أرواحهم لله تعالى دليل أيمانهم فلا حاجة إلي سؤالهم.
(¬3) ص 306 ج 3 تيسير الوصول (عذاب القبر).

الصفحة 74