كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

3 - خروج الدابة قال الله تعالى: (واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) (82) النمل، وهى دابة عظيمة تخرج من صدع فى الصفا أو من غيره فى آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله تعالى وتعاليم الدين، فتكلمهم ببطلان الاديان. (وقيل) تقول: يا فلان انت من هاهل الجنة، ويا فلان أنت من اهل النار. (وقيل) تقول ما قاله اله تعالى (ان الناس) أى الكفار الموجودين وقت خروجها كانوا لا يؤمنون بالقرآن والبعث والحساب والعقاب.
(وبخروجها) ينقطع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (¬1)، ولا يبقى منيب ولا تائب، ولا يؤمن كافر كما قال تعالى: (واوحى الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن) (36) هود.
وهذه الدابة هى الجساسة المذكورة في حديث الدجال آلاتي (رقم 71) (وقد ورد) فيها أحاديث (منها) حديث أبى هريرة: ان النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم قال: " تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسي وخاتم سليمان عليهما السلام فتخطم انف الكافر بالعصا وتجلوا وجه المؤمن بالخاتم، حتي يجتمع الناس علي الخوان يعرف المؤمن من الكافر " اخرجه ابو داود الطيالسي والترمذي والحاكم (¬2) {69}.
¬_________
(¬1) أى لعدم فائدة ذلك، لأنه حينئذ يظهر المؤمن والكافر عيانا بوسم الدابة، فمن وسمته بالكفر لا يمكن تغييره.
(¬2) ص 334 مسند الطيالسى (أوس بن خالد عن أبى هريرة). وص 152 ج 1 تيسر الوصول (سورة النمل). و (تخطم) بخاء معجمة وطاء مهملة كتضرب لفظا ومعنى، وقبل تسمه (وتجلو) بالجيم أى تغيير. و (الخوان) بالكسر ما يؤكل عليه والضم لغة.

الصفحة 82