كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

من مائها قال: اخبروني عن نبي الاميين ما فعل؟ قلنا قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال اقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال كيف صنع بهم؟ فاخبرناه انه قد ظهر علي من يليه من العرب، واطاعوه. قال: ذاك خير لهم ان يطيعوه، واني مخبركم عني، انا المسيح الدجال، واني اوشك ان يؤذن لي في الخروج، فاسير في الخروج، فاسير في الارض فلا ادع قرية الا بطما في اربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما اردت ان ادخل واحدة منهما، استقبلني ملك بيده سيف (صلتا) يصدني عنها، وان علي كل (نقب) منهما ملائكة يحرسونها (¬1). ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي اله وسلم - وطعن (بمخصرته) في المنبر - هذه طيبة، هذه طيبة، الا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم قال: فانه اعجبني حديث تميم الداري، انه وافق الذي كنت احدثكم عنه وعن المدينة ومكة (الحديث) اخرجه ابو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح، واخرجه ايضا مسلم واللفظ له وابن ماجه (¬2) {71}.
(وقد) وصفه النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم وصفا كافيا، لنكون منه علي حذر، وننجو من فتنه (فعن النواس) بن (سمعان) قال: ذكر رسول الله صلي الله عليه وعلي اله وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتي ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا اليه فعرف
¬_________
(¬1) (اغتلم) أي هاج وجاوز حده المعتاد. و (بيسان) بفتح فسكون: قرية بالشام. و (طبريه) بفتحتين: بلدة بالأردن بالشام. و (زغر) بزاي مضمومة وغين معجمة مفتوحة: بلدة جنوبي الشام. و (صلنا) بفتح الصاد وضمها: أي مسلولا، و (النقب) بفتح فسكون: الطريق في الجبل.
(¬2) ص 214 ج 3 تيسير الوصول (الدجال). وص 263 ج 2 - ابن ماجه (فتنة الدجال). و (مخصرة) بكسر فسكون: عصا او قضيب او سوط يكون بيد الخطيب وغيره إذا تكلم.

الصفحة 85