كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

ذلك فينا. فقال: ما شانكم؟ قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتي ظنناه في طائفة النخل. فقال: غير الدجال (اخوفني) عليكم. ان يخرج وانا فيكم فانا حجيجة دونكم. وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي علي كل مسلم: انه شاب (قطط عينه طافية) كاني اشبهه بعبد العزي بن قطن، فمن ادركه منكم فليقراعليه (فواتح سورة الكهف، انه خارج خلة) (¬1)
بين الشام والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا. يا عباد الله فاثبتوا. قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: اربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، سائر ايامه كايامكم قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال لا، اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فياتي علي القوم فيدعوهم فيؤمنون به
¬_________
(¬1) (سمعان) بكسر أو بفتح فسكون. و (خفض ورفع) بالتشديد فيهما، أي حقر شانه بكونه اعور مكتوب بين عينيه كافر، وعظم فتننته لشتمالها علي خوارق العادات والمشهور تخفيف الفاء فيهما، والمعني أن النبي صلي الله عليه وسلم بالغ في تقريب وقت خروجه، واستعمل فيه كل فن من خفض ورفع (حتي ظننا) للمبالغة في تقريبه (انه فيه طائفة) أي ناحية وجانب (النخل) بالمدينة 0 و (اخوفنى) افعل تفضيل قرن بنون الوقاية تشبيها له بالفعل، وأضيف لياء المتكلم، وفى الكلم حذف مضاف 0 والأصل غير الدجال أخوف مخوفاتى عليكم 0 و (قطط) بفتحتين أي شعرة شديد الجعودة. و (طائفة) روى بالهمزة، وهى التى ذهب نورها، وبغير الهمزة، وهي التي نتات وبروزت مرتفعة وفيها ضوء. و (فواتح الكهف) أي لوائلها. وفي راوية (وأخرها) وعليه فيجمع بين الأول والأخر. والكل افضل. ولعل حكمه قراءة ذلك: التسلي بما وقع لأصحاب الكهف من الشدة ثم النجاة بعد الصبر. و (خلة) بالخاء المعجمة وتشديد اللام المفتوحتين، هو الطريق بين البلدتين. قال القرطبي: وقد جاء انه يخرج من خرسان ومن اصبهان .. ووجه الجمع ان مبدأ خروجه من خرسان من ناحية اصبهان ثم يخرج الي الحجاز فيما بين العراق والشام.

الصفحة 86