كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
حيث ينتهي طرفة فيطلبه حتي يدركه باب لد فيقتله، ثم ياتي عيسي بن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك اذ اوحي الله الي عيسي اني قد أخرجت عبادا لي لايدان لاحد بقتالهم فحرز عبادي الي الطور، ويبعث الله ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر اوائلهم علي بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبى الله عيسى واصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لاحدكم اليوم، فيرغب نبى الله عيسى وأصحابه الى الله فيرسل الله عليهم النغف فى رقبابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة.
ثم يهبط نبى الله عيسى واصحابه الى الارض فلا يجدون فى الأرض موضع شبرا الا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبى الله عيسى واصحابه الى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت (¬1)
فتحملهم فتطرحهم
¬_________
(¬1) (المنارة) بفتح الميم، قال ابن كثير: هذا هو أشهر فى موضوع نزوله، وقد وجدت منارة شرقى دمشق سنة أحدى وأربعين وسبعمائة بالحجارة البيض، وهذا من دليل النبوة الظاهرة، وقد ورد انه عليه وسلم ينزل بيت المقدس وهذا أرجح، ولا ينافيه سائر الروايات، لان بيت المقدس شرقى دمشق. و (مهرودتين) روى بالدال المهملة والذال المعجمة: أى حال كونه لابسا ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران، و (جمان) بضم ففتح: حبات من الفضة، يعنى يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ فى صفائه. و (نفسه) بفتحتين. و (طرفه) فتح فسكون: أى بصره. (فيطلبه) أى يطلب عيسى الدجال. و (لد) بضم الام وشد الدال، بلدة قريبة من بيت المقدس. و (يدان) تثنية يد، أى لا قدرة ولا طاقة (فحزر) أمر من التحريز، أى ضمهم الى الطور وأجلعه لهم حرزا. و (الحد) بفتحتين، المكان المرتفع. و (ينسلون) أى يمشون مسرعين. و (النغف) بنون وغين مفتوحتين: دود يكون فى أنوف الإبل والغنم. و (فرسى) بفتح فسكون مقصورا أى قتلى. و (زهمهم) بفتح الزاى والهاء: أى دسمهم ورائحتهم الكريهة. و (البخت) بضم فسكون: الابل ..
الصفحة 88
503