كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الارض حتى يتركها كالزلقة ثم يقال للارض: أنبتى ثمرتك، وردى بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها ويبارك فى الرسل حتى أن اللقحة من الابل لتكفى الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفى القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفى الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك اذ بعث الله ريحا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها، تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة: أخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه والترمذى وقال: غريب حسن صحيح (¬1) {72}.
(وقال) ابو سعيد الخرى: حدثنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال: يأتى الدجال وهو محرم عليه ان يدخل نقاب المدينة، فينتهى الى بعض السباخ التى تلى المدينة، فيخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس، فيقول له: أشهد انك الدجال الذى حدثنا رسول الله
¬_________
(¬1) ص 181 ج 4 مسند أحمد. وص 63 ج 3 تحفة الأحوذى (فتنة الدجال). و (لا يكن) بفتح فضم أى لا يستر ولا يمنع من نزول الماء بيت من طين أو غيره. و (المدر) بفتحتين، الطين الصلب. و (الزلقة) بفتحتين وقاف، أوفاء: المرآة، وروى بضم الزاى وسكون اللام. و (العصابة) الجماعة من الناس من عشرة إلى أربعين. و (القحف) بكسر فسكون، مقعر قشر الرمانة، شبهها بقحف الرأس وهو ما فوق الدماغ. و (الرسل) بكسر فسكون. البن. و (اللحقة) بكسر اللام أو فتحها: القريبة العهد بالولادة. و (الفئام) بكسر فهمز: الجماعة الكثيرة. و (الفخذ) بفتح فسكون: الجماعة من الاقارب، وهم دون البطن، والبطن دون القبيلة. و (يتهارجون) أى بجامع الرجال النساء بحضرة الناس بلا اكتراث كما كما يفعل الحمير. و (الهرج) باسكان الراء: الجماع.

الصفحة 89