كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثه فيقول الدجال: أرأيتم ان قتلت هذا ثم احييه: والله ما كنت فيك قط اشد بصيرة منى الآن. فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه أخرجه احمد والشيخان (¬1) {73}.
(وعن ابن عمر) أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ما بعث الله من نبى الا انذر أمته، الدجال، وأنه يخرج فيكم فما خفى عليكم من شأنه، فليس يخفى عليكم ان ربكم ليس بأعور، وانه اعور العين اليمنى كأن عينيه عنبة طافية. أخرجه الشيخان (¬2) {74}.
(وعن حذيفة) أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " ان مع الدجال اذا خرج ماء ونار، فأمام الذى يرى الناس انه نار فماء عذب، وأما الذى يرى الناس
¬_________
(¬1) ص 215 ج 3 تيسير الوصول (الدجال). و (نقاب) جمع نقيب وهو الطريق. و (السباخ) جمع سبخة وهى أرض بجوار المدينة تعلوها اللوحة لا تنبت الا قليلا. و (رجل) هو الخضر عليه السلام كما فى مسلم. (ثم يحييه). (أن قيل) كيف ظهرت هذه الخوارق على يد الكذاب، وإنما تكون معجزة لنبى؟ (يقال) هذا الكذاب يدعى الربوبية، وأدلة الحدوث الظاهرة تكذبه، أما النبى فانما يدعى النبوة وليست مستحيلة فى البشر، فاذا أتى بدليل لم يعارضه شئ صدق.
(¬2) ص 216 ج 3 تيسير الوصول (الدجال). و (اليمنى) وفى رواية اليسرى، وكلاهما صحيح، والعور فى اللغة العيب. وعيناه معيبتان: أحدهما طافئة بالهمز أى لا ضوء فيها. والأخرى طافية بلا همز أى ظاهرة ناتئة. وقوله صلى الله عليه وسلم: " ان ربكم ليس بأعور والدجال أعور " بيان لعلامة بينه على كذب الدجال دلالة قطعية يدركها كل أحد، ولم يقتصر على كونه ما وغيره من الدلائل القطعية، لكون بعض العوام لا يهتدى إليها. أنظر ص 60 ج 18 شرح مسلم.

الصفحة 90