كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

" وان ربكم ليس بأعور " مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب. يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة. حرمهما اله عليه، وقامت الملائكة بأبوابهما، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من تبعه. ومعه نهران أنا أعلم بهما منه: نهر يقول الجنة ونهر يقول النار. فمن أدخل الذى يسميه الجنة فهو النار. ومن أدخل الذى يسميه النار فهو الجنة. ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس (¬1) ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس. لا يسلط على غيرها من الناس. ويقول: أيها الناس، هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل. فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم فيحاصرهم فيشتدد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا، ثم ينزل عيسى بن مريم فينادى من السحر فيقول: يأيها الناس: ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جنى. فينطلقون، فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة. فيقال له: تقدم يا روح الله. فيقول: ليتقدم امامكم فليصل بكم.
فإذا صلوا صلاة الصبح، خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشى إليه فيقتله، حتى أن الشجرة والحجر ينادى يا روح الله هذا يهودى. فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلا قتله ". أخرجه أحمد بسند رجاله رجال الصحيح (¬2) {78}.
¬_________
(¬1) (خفقة) فسكون، أى في حال ضعف (من الدين) وقلة لأهله. و (المنهل) بفتح الميم والهاء مكان ورود الماء. و (معه جبال ... ) أى معه قدر الجبال من الخبز، وفى رواية لمسلم ومعه جبال من خبز ولحم. و (الجهد) بفتح الجيم، المشقة (فيما يرى) ظاهرة أن ما يظهر على يد الدجال من الخوارق خيالات وظاهر الروايات السابقة أنها حقائق، وهى أكثر وأقوى اسنادا، وعليها أهل السنة والجماعة كما تقدم.
(¬2) ص 367 ج 3 مسند أحمد. و (ينماث). يقال: ماث الشئ - من بابى قال وباع - ذاب. وسمى عيسى روحا، لأنه مخلوق من الريح، وهو نفس جيريل.

الصفحة 94