كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)
يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ (¬1)}
(ذو القرنين) كان ملكا عدلا لا نبيا على الصحيح. قال أبو الطفيل: سئل على رضى الله عنه عن ذى القرنين: أكان نبيا أم ملكا؟ قال: لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا أحب الله وأحبه الله، وناصح الله، فناصحه الله. أخرجه البغوى وسفيان بن عيينه في جامعه بسند صحيح (¬2) {8}.
وقد أثنى الله عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب وملك الأقاليم وسار في أهلها بالعدالة التامة والسلطان المؤيد (قال ابن عباس) كان ذو القرنين ملكا صالحا أثنى الله عليه في كتابه. وكان منصورا وكان الخضر وزيره {10} وذكر الأزرقى وغيره أنه أسلم على يدى إبراهيم الخليل، وطاف معه الكعبة المكرمة (¬3)
¬_________
(¬1) الكهف: 94 - 98. و (خرجا) أى أجرا عظيما. و (ردما) أى سدا. و (زبر) كغرف جمع زبرة أى قطعة. و (ساوى ... ) أى سوى بين طرفى الجبلين و (القطر) بكسر فسكون. النحاس المذاب.
(¬2) ص 322 ج 5 معالم التنزيل. وص 240 ج 6 فتح البارى. وعن أبى الطفيل أن ابن الكواء سأل على بن أبى طالب عن ذى القرنين. أنبيا كان أم ملكا؟ قال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ونصح الله فنصحه الله بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه الله لجهادهم وبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فأحياه الله لجهادهم، فلذلك سمى ذا القرنين. أخرجه ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه [9] ص 299 ج 3 تفسير الشوكانى وقيل لقب بذلك لأنه بلغ قرنى الشمس مشرقها ومغربها. وقيل لأنه كان له ذؤ ابتان حسنتان.
(¬3) ص 103 ج 2 - البداية والنهاية.
الصفحة 96
503