كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاث أمم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا. أخرجه الحاكم الحاكم وابن مردويه (¬1) {81}.
(وأما السد) فهو حاجز حصين بناه ذو القرنين بين الصدفين، وهما جبلان عاليان جدا أملسان، الفتحة التى بينهما مائة فرسخ (¬2) والفرسخ يسار في ساعة ونصف، فتكون مدة سيرها مائة وخمسين ساعة " أى اثنى عشر يوما ونصف يوم " وبناه بقطع من الحديد كالصخر (¬3) وهى المراد بقوله تعالى: (ءاتونى زبر الحديد) وجعل بين القطع المذكورة الحطب والفحم، ووضع المنافخ والنار حول ذلك وقال: انفخوا حتى صار الحديد نارا، ثم دعا بالنحاس المذاب فأفرغه على الحديد، فدخل بين قطعه فصار شيئا واحدا. فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يظهروه، أى يصعدوه لارتفاعه وملاسته. وقد كان ارتفاعه مائتى ذراع " وما استطاعوا له نقبا " أى خرقا لصلابته وعظم سمكه. وهم يعلمون على خرقه دائما فلم يقدروا. (روى) أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذى عليهم " أى رئيسهم " ارجعوا فسنحفره غدا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم واراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذى عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا أن شاء الله تعالى
¬_________
(¬1) انظر ص 134 راموز الأحاديث.
(¬2) الفرسخ 3 أميال والميل 4 آلاف ذراع فلكى وهو 8/ 3 46 سنتيا، فيكون الميل 1855 متر، والفرسخ 5565 متر. والمائة فرسخ 556500 متر أى 2/ 1 556 كيلو متر.
(¬3) قال في البداية والنهاية: وقد ذكر أن الخليفة الواثق بعث رسلا ليكشفوا له عن خبره وكيف بنى؟ فلما رجعوا أخبروه أنه بناء محكم شاهق منيف جدا. وأنه في زاوية الأرض الشرقية الشمالية. انظر ص 111 ج 2.

الصفحة 98