كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 1)

واستثنوا فيعودون إليه وهو بهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون الماء وتتحصن الناس منهم فى حصنهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فيرجع عليها الدم ن فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها.
والذى نفسى بيده أن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم. أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه (¬1) {82}.
وبالسد حجز يأجوج ومأجوج حتى إذا جاء وقت خروجهم قرب القيامة، صار دكا " أى مستويا بالأرض" وخرجوا مسرعين. قال تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون) أى حتى إذا فتح السد عنهم خرجوا مسرعين من الآكام والتلال.
(وعن) ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لقيت ليلة أسرى بى إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا الساعة، فبدأوا بابراهيم فسألوه عنها، فلم يكن عنده منها علم، ثم سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم. فرد الحديث إلى عيسى بن مريم فقال: قد عهد إلى فيما دون وجبتها. فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله. فذكر خروج الدجال وقال: فأنزل فأقتله، فيرجع الناس إلى بلادهم، فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فلا يمرون بماء إلا شربوه، ولا بشئ إلا أفسدوه، فيجأرون إلى الله فأدعو الله أن يميتهم، فتنتن الأرض من ريحهم ن فيجأرون إلى الله فأدعو الله فيرسل السماء
¬_________
(¬1) انظر ص 268 ج 2 - ابن ماجه (خروج يأجوج ومأجوج) (فينشفون الماء) أى يشربونه - من نشفة الثوب ينشفه من باب تعب - شربه، ونشف الماء من بابا ضرب نزحه. و (النغف) بفتحتين دود في أنوف الإبل والغنم. و (الأقفاء) جمع قفا مقصورا مؤخر العنق. (تسمن) يقال " سمن " يسمن من باب تعب وفى لغة من باب قرب، إذا كثر لحمه. و (تشكر) بفتح الكاف، أى تسمن وتمتلئ شحما. (وشكرا) بفتحتين.

الصفحة 99